Wahib Kayrouz

نماذج عن شعر وهيب كيروز

نماذج عن شعر وهيب كيروز

إلى المعلِّم : الشَّاعر المُتَرَهِّب في هيكل الأجيال ، " عُمرُك القصيدة "

قَصَائِدُ انتَشَرَتْ أمْ عُمْرُك انكَتَبَا؟ أجَابَنِي الشِّعْرُ خَلْفَ المُنتَهَى طَرِبَا :
” أنا بِه مَا هَوَى الإيْقَاعُ مِنْ نَغَمٍ وَبِي هوَ الـْ يُسْكِرُ الإزْمِيْلَ وَالنَّصبا.
أحْبَبْتُهُ البَدْعَ هَامَ بِي وَهِمْتُ بِهِ سَاكَنْتُهُ كَرْمَةً فشاءَني العِنَبَا.
يَدَايَ مِ النَّارِ فِي الكَاسَاتِ أُشْعِلُهَا في البَالِ تُشْرِقُ يَغْدُو شَوْقُهَا الذَّهَبَا.
مُسَافِرُ الرِّيحِ أمْنَحُ الغَِوى لَهَبِي فَيَشْهَقَ النَّشْءُ تَيَّاهَ الهَوَى لَهِبَا.
" أُمَرمِرُ " الشَّوقَ زَهْرَ الحُلمِ تَسْكُنُه رِيْشُ النُّسُورِ تُغَنِّي المُشْتَهَى الرَّحِبَا.
" أُحَروِقُ " المُذْهِلَ المَحْرُورَ أجْرَحُهُ أشَاؤُهُ يَرْتَقِي يُطَاوِلُ العَجَبَا
أجْلوهُ بالشَّمْسِ ، فِي عَينَيهِ أنْحَتُهَا فَيُشْرِقَ الظُّهْرُ خَطَّ الفِكْرِ مَا انْحَدَبَا
وأحْمِلُ الكَوْنَ بالقِيْثارِ مِن فَرَحٍ واللَّوْنُ مِنْ عَرَقِ الأُغْنِيَّةِ انْسَكَبَا
أَشْفِيْهِ ذا الدّهْرُ من رِزْءٍ ومِنْ سُدُمٍ يَشْفَى . وَأبْقَى عَلى جُرْحَيَّ مُنْصَلِبَا:
جُرْحِ الحَنِيْنِ إِلى مَا تَشْتَهِي قِيَمٌ وجُرحِ ما حُلْمُهَا يَسْتَشْرِفُ القِبَبَا.
وَقَفْتُ في مَفْرِقِ الأيَّامِ أندَهُهَا أَرُومُها شَاهِقَاً تُجِيْبُنِي خرَبَا 
وَكَانَ أنْ هِمَمِي وَمَا هَوَت خُلُقاً تَجَسَّدَت " رَاهِبَاً " واسْتَطْيَبَت أدَبَا
أشَاؤهُ شَاعِراً ؟ يَشَاؤنِي سَفَراً فَأَرْجِعَ الجِسْرَ ظَهْرَ النَّاسِ مُنْتَصِبَا ".
يَا راهِبَ الغَابَةِ الزَّرْقَاءِ هِمْتَ بِهَا. وَعَالَمُ الوَحْشِ نِيْبَاً يَابِسَاً نَشَبَا.
أَنَّى رَحَلْتَ عُوَاءُ اللَّيْلِ هَاوِيَةٌ وَيَدْنَقُ الْقَوْمُ فِي ذِلاّتِهِ سَغِبَا.
وتَلْبِسُ اللّيلَ تُبقِي النِّيبَ بَعْضَ حَيَاً وَالبُؤسَ شَمْخَةَ رَأْسٍ حَاوَرَتْ هُضُبَا،
والوَحْلُ خَلْفَ المَدَى يَبُوحُ مُعْتَرِفاً وَتُشْعِلُ الدَّرْبَ والأقْدَامَ وَالنُّوَبَا،
وتَجْرَعُ المُرَّ طِيْبَ الكَأسِ خَمْرَتَهُ وَتَحبِسُ الذِّئْبَ في خَصْرَيْكَ وَالكُرَبَا.
فَضَحْتَهُ الجُوعُ شِدْقُ الأرضِ فانْكَشَفَتْ صَحْرَاءَ مُنْتَخِمٍ فِي قَفْرِ مَن وَصِبَا
دُنْيَا مُحَطَّمَةٌ . والصَّدْرُ ضَمَّ أَسَىً ضَمَّ الهَوَانَ وَنِيْبَ الْغَدْرِ وَالرِّيَبَا.
ذاتٌ يُوَحِّدُهَا والجُرْحَ مُعْتَقَدٌ: أنَّ المَآسِيْ سَدِيْمٌ نُوْرُهُ انْحَجَبَا
ولا تَنِي رُوحُهُ البَيْضَاءُ تَغْسِلُهَا بِالدَّمْعِ يَغْدو مَرَايَا الضَّوْءِ والهُدُبَا،
بالعَيْنِ تَزْرَعُهَا في عَوْرَةٍ قَفَرَتْ فَيَصْدَحَ القَفْرُ زَهْراً صَابِيَاً وَصَبَا،
بِاللّهفَةِ لْ مِنْ مَرِيرِ الحُبِّ تَدْفَعُهُ نَهْرَاً يُزَهِّرُ عُمْرَاً ... يَمْسَحُ التَّعَبَا،
بالْحُبِّ ، قُلْتُ : حَنِيْنُ اللّه يُنْزِلُهُ فِي سَهْلِنَا مَطْرَةً ، فِي جُرْدِنَا سُحُبَا،
بالْعُمْرِ ينْحَتُهُ أيَّامَ شَجْرَتِنَا نَبْضَاً ونُسْغُ العَطَاءِ حَيَّكَ العَصَبَا.
أخالُهُ اللّيلَ وُسْعَ العتمِ لُفَّ ضَنَىً فِي غَمْرَةِ الصَّمْتِ للأرْزَاءِ مُنتَسِبَا
يَعُدُّهَا مِحَناً يَضُمُّهَا بَشَرَاً شَوْكُ "الـْ هُنَاكَ" جِرَاحَ صَدْرِهِ انْكَتَبَا
وَيَنْتَهِي صَفْحَةَ الأسْمَاءِ يَحْسِبُهَا إسْمَاً دَمَاً وَمُسَمّىً بِالدَّمِ احْتُسِبَا.
نُدْمَانُهُ وَصَبٌ عَلَيهِ مُنْصَلِبٌ يُسْقِي العَوافِي صِبَاً ويَشْربُ الوَصَبَا
مُسْتَوحِدٌ وَجِعٌ . والحُبُّ مسكِنُهُ. أمْسَى الجِرَاحَ تَغَرُّبَاً ... وَمَا اغْتَرَبَا.
بالمِسْحِ لَمْلَمَ جُرحَ الأَرْضِ يَنْسُجُهُ خِيْطَ الشَّقَاءِ نسيجَ العَتْمِ مُنْسَحِبَا
حتّى يَرُدَّ أفَاعِي اللّيْلِ دَامِعَةً تَرجو الصَّلِيْبَ تُقَىً، تَسْتَرْحِمُ الخَشَبَا.
***
مُعَلِّمَ الغَابَةِ الشَّقرَاءِ ! يا سَفَراً عَاري الرَّحِيلِ فَلا بَيْتاً ولا نَسَبَا
تُشَفِّفُ السَّفَرَ التَّوْاقَ ، تَجْعَلُهُ رَفْضَ الْحُطامِ وَمَا الدُّنْيَا اشْتَهَتْ أَرَبَا.
***
غَرُبتَ عنَّا ؟ نَأَيْتَ عَنْ مَسَارِحِنا ؟ تَهْوَى الـْ "هُنَاك" وَتَسلُكُ السَّما سَبَبَا؟
بَلَى ! وفي غَمرَةِ الإشْرَاقِ تَقْرَأُنَا نَزِيْزَ جُرْحٍ على وَجْهَيْكَ مُنْكَتِبَا
وَتحْمَلَ الجُرْحَ والمَصْلُوبَ...تَغْمُرُنا: هُنَا يَتِيْمَاً ، هُنَاكَ فَارِسَاً وَكَبَا.
لا تَهمِلُ الأَرْضَ إِلاّ يَدُ نَزَهَتْ عَنْهَا فَتَغْدُو أُمُومَةً لَهَا ... وَأَبَا.
*** 
لَبِسْتَ غُرْبَتَنَا عَن ذَاتِنَا الْ هَجَرَتْ رَقْصَ الرِّيَاحِ وَلَفْحَ الْحُلْمِ وَالشُّهُبَا.
بَكَيْتَ نَادَيْتَ أشْعَلْتَ الْمَدَى غَضَبَاً حَطَّمْتَ مَا "أَلْهَنَت"ْ آفَاتُنَا كَذِبَا. 
سَافَرْتَ فِي عَظْمِنَا ، فِي حَبِّ خَرْدَلَةٍ تُبَلْوِرُ السُّدْمَ خُلْقَ خَلْقِنَا قُشُبَا:
جِيْلاً يُعَانِقُ جِيْلاً فَالزَّمَانُ غَدَا صَوْتَ الإلَهِ هَوَىً يُحَفِّزُ الرُّكَبَا
يَخُطُّهَا النَّهْرُ نَهْرَ النُّورِ فَانْتَشَرَتْ أحلامُهُ شَرَرَاً ، أسْرَارُهُ كُتُبَا.
قَصِيْدَةٌ نُحِتَتْ أَمْ عُمْرُكَ انْكَتَبَا ؟ أَسَرَّنِي الشِّعْرُ صَوتُ المُنْتَهى طَرِبَا:
" أنَا بِهِ مَا هَوَى الإيْقَاعُ مِن نَغَمٍ وَبي هُوَ الـْ يُسْكِرُ الإزْمِيْلَ وَالنَّصَبَا".
وهيب كيروز
***
... وتبقى هي السّرّ.

في عيدِ الأمّ تعرّفتُ ، في ذاتي ، على أموماتي الثَّلاث :
الأولى مدَّنتِ العالم في القديم فاكتفيْتُ بها أصولاً لِكِياني .
الثَّانية هي الّتي خبزت ، على نارِ ذاتِها ، أرضَ بلادي رغيفَ قوتٍ يومَ المجاعة ، فعشتُ أنا وأخي الصَّغير الجائع غَصْباً عنِ العُثمانيّ والجراد والموت
الثَّالثة ما انتهت بعدُ ولادتُها لكنَّها تعدُني بولادتي منها سليماً وعلى أصابِعِها بدأت أقرأ نور شمسٍ جديدةٍ لبلادي.
وهكذا:
بأموماتي الثَّلاث هذي أحيا طفولتي في حضنِ هذا الكون ...
فإليهنَّ أرفع ، في طفولَتي الّتي لم تكتملْ بعد ، :

" تبقى هي السّرّ "

عِيْدٌ عَلى الْكَوْن ؟ هَاتِ الْغَارَ أغْمَارَا وَشَعِّلِ الشَّمْسَ لَحْنَ الْعُمْرِ أَشْعَارَا.
دُنْيَا مِنَ الحُبِّ غَنَّى نَهْرَ مَطْلَعِهَا صَحْوَ الزَّمَانِ فَصَاغَ اللّحْنَ أَوْتَارَا.
يَا عِيْدُ ! يَا مَوْعِدَاً فِي الدَّهْرِ يَغْزِلُنَا شَوْقَ الْقَوَافِي فَيَغْدُو الدَّهْرَ " مشْوَارَا "
أيَّامُنَا سَفَرٌ والأمُّ مَوْطِنُهَا تَوَزّعَتْ ، فِي الدُّنَى ، قَلْبَاً وأنْهَارَا
تَشُدُّنا ؟ لا . أَغَانِي الرِّيحِ تَحْمِلُنَا وَقَلْبُهَا الصُّبْحُ خَلَّى الْعُمْرَ أَسْحَارَا
أُمِّـي هِـيَ السِّرِّ ، بَعْـدَ الله ، يَسْحِرُنَــا أللّهُ كَيْفَ انْتَهَتْ فِي الْكَونِ أَسْرَارَا.

هِـي الشِّعْـر

أُمِّي هِيَ الشِّعْر . حُبُّ الْبَدْعِ أَشْعَلَهُ فِي الْكَونِ حَتَّى غَدَا فِي طِيْنِنَا نَارَا
إِزْمِيْلُهَا الْضَّوْءُ والتَّمْثَالُ مِنْ بَشَرٍ وَالْنَّحْتُ وَقْعُ الْزَّمَانِ اخْتَالَ زَهَّـارَا
عَيْنَانِ! مَا الصَّحُو ؟ مَا بَالُ السَّمَا سَكِرَتْ فِي كَأْسِهَا نَزِلَتْ وَرْدَاً وَأَقْمَارَا
تُسْقِي الوجُودَ نُهُوضَ الرِّيْحِ تُشعِلُهُ بِالْتَّوقِ ، بِالْشَّوْقِ يُبْقِي الْرِّيْحَ أَنْوَارَا
شَمْسٌ عَلَى الْكَوْنِ تُعْطِي ذَاتَهَا هِمَمَاً فِي الزَّهْر، فِي الْطَّيْرِ فِي الأيَّامِ أَعْمَارَا 
تُريْدُهَا تَعْتَلِي آفَاقَهَا صُعُدَاً فِي الْفَوْق، فِي المُشْتَهَى غَارَاً عَلا غَارَا
الشِّعْرُ فِي الأرْضِ رُوحُ الْخَلْقِ يَبْرَأُهَا مِنْ مُنْتَهَىً مُبْتَغَى الأحْرَارِ أَحْرَارَا
أَخَالُهُ وَجْدَ أُمِّي مِ السَّمَا سَكِرَتْ حَتَّى الْجُنُونِ فَصَارَ الْكَوْنُ مَا صَارَا

خَلاّقَةُ التَّمَدُّن

مِنْ أَرْضِنَا أنْتِ يَا أُمِّي أَيَا سَفَرَاً فِي الْعَقْلِ وَهَّجْتِهِ ، زَلْزَلْتِ أَقْدَارَا 
فَكُنْتِ " بَيْرُوْتَ " أُمَّاً لـِ "السَّما" شَمَماً وَ" الأرْضِ-غَايَا " تَقَاسِيْمَاً و" غِيْتَارَا "
وَصِرْتِ " هُورَا " الّتي مِن صَدْرِهَا خَرَجَتْ " حُرِّيَّةُ " النَّاسِ ذُلَّ الحُرُّ أَمْ ثَارَا
تَمْشِيْنَ فِي الدَّهْرِ مُنْذُ ما هُدَىً طَلَعَ " تُوْرٌ " يُسمِّيْكِ لِلأَدْهَارِ : " أيَّـارَا " 
فَتُشْعِليْنَ هَوَىً فِي الْبَالِ رَنَّحَهُ وَفِي الْطَّبِيْعَةِ لَحْنَاً جُنَّ قِيْـثَـارَا.
تُغَامِريْنَ وَأَرْضُ " الْغَرْبِ " يَابِسَةٌ فَتَرْتَوِي الْمَجْدَ مِن " أُورُوبَّ " إِكْبَارَا
وتزرعينَ اشتعالَ الضَّوءِ دُنْيَتَنَا فِي رَأْسِ " أَفْرِيقْيَا " رَقْصَاً وَزُنَّارَا
أمٌّ لِقَرْطَاجَةٍ فَالْعِزُّ فُضْلَتُهَا رَبِيْبُهَا الْمَجْدُ تُعْلِي الْعَزْمَ أَسْوارَا
وَشَعْرُهَا الشَّمْسُ حَبْلَ السُّفْنِ تَجْدُلُهُ وَصَدْرُهَا التُّرْسُ لَمَّا سُوُرُهَا انْهَارَا
تَكُبُّ بِالْنَّارِ نَاْرَ الْعَارِ تَسْبُقُهَا وَتَحْرِقُ الْوُلْدَ قُوتَ النُّبْلِ تَذْكَارَا
مَا الْمَوْتُ ؟ لا هَمَّ . صَوْتُ الْحَقِّ يَبْعَثُهَا مِنَ الرَّمِيْمِ وَتَبْقَى الذِّكْرَ إِعْصَارَا
فِي قَلْبِ لُبْنَاْنَ ، فِي الإنْسَاْنِ ، فِي "نَسَبَ" تُعَمِّرُ الْمَجْدَ " فَخْرَ الدِّيْنِ " ثُوَّارَا
تُعْليْهِ كَالْسَّيْفِ بَعْضَاً مِنْ مَطَالِعِهَا وَفِي الْمَصِيْرِ تُخَلِّي الْعَزَّ مِعْيَارَا.
أَلْحَقُّ أُمِّي ؟ إِلَهٌ كَاْنَ مُبتَدِعَاً، فَوْقَ التَّفَاهَةِ ، شَعْبَ الْحَقِّ ثُوَّارَا.

...وَوَحْشُ الْعَصْرِ يَا أُمَّاه؟

وَاليَوْمَ أُمِّي رِيَاحُ الذّلِّ تَنْثُرُنَا وَالْوَحْشُ مَأْوَى الْخَرُوفِ انْقَادَ مُخْتَارَا.
مِن صُوفِنَا ألْبَسَ الأنْيَابَ هَيْئَتَنَا. صَارَ الْخَرُوفَ وَصِرْنَا الْوَحْشَ مَكّارَا.
جُلُودُنَا يَبِسَتْ لا الْجُرْحُ يَجْرَحُهَا وَلا نَرُوْمُ سِوَى التَّشْكِيْكِ أَظْفَارَا.
الوَحْشُ أُمَّاه أَفْعَى "السِّفرِ" قَدْ نَفَثَتْ فِي الْوَعْيِ سُمَّاً فَصِرْتِ الْوَحْشَ غَدَّارَا
أَنْيَابُكِ انْتَهَشَت تُفَّاحَ جَنّتِنَـا فَجَاءَ نَسْلُكِ للشَّيْطَانِ أَثْمَارَا.
وَ" السِّفرُ " يَا أمُّ وَحْشُ البِيْدِ وَاكَبَهُ فَبَاكَرَ النَّهْشَ أَو لِلْوَرْدِ حَفَّارَا.
وَالْعَصْرُ خَمَّارَةٌ لِلْجِنْسِ صِرْتِ بِـهَــا " سَدُوْمَ " طِـفْلِـكِ خَمْـرَةً وَخَمَّـارَا.
طُلِّقْتِ أُمَّاً لِتُمْسِي شَهْوَةً عَبَقَتْ فِي " مَعْبَدِ الْعُنْفِ " عِطْراً فَحَّ تَزْآرَا.
جِلْداً أَنِيْقاً بَغَاكِ شَاْعِرٌ شَبِقٌ " يٌقَصْقِصُ " النَّهْدَ ثَوْبَ الْجِنْسِ والدَّارَا
شَاؤكِ أُمَّاهُ لَحْمَاً مُشْتَهَــىً وَدَمَــــاً قَدِيْـدَ مُجْتَمَــعٍ خَـلُّوهُ أَوْكَــارَا.
يَا عَصْرُ ‍! يَا " زهرةَ الشّرِّ " انْطَوَتْ حُمَمَاً تَظَهَّرَتْ شَرَفَاً لِلْعُهْرِ سَتَّارَا
تغْلِي عِظامَكَ فِي زِفْتٍ وَتَعْصُرُهُ مِنْ سُمِّ رِيْقِكَ لٍِِلأطْفَالِ أَكْدَارَا:
فافْتُكْ وَدَمِّر وَسَوِّسْ ، فِي بَـرَاءَتـِنَـا، حُلْمَ الْحَيَاةِ وَدُقَّ الحِقْدَ مِسْمَارَا
فَالْمَرْأَةُ – الأمُّ فِحَّ فِي خَوَاطِرِهَا وَدَنِّسِ الرِّحْمَ خَلِّ الطِّفْلَ أَعْذَارَا.
فِي الْقَبْرِ قَهْقَهَةُ التَّابُوتِ صَارِخةٌ: "هَا السُّوسُ قَدْ بَاتَ فِي الوِجْدَانِ نَخَّارَا.
يَا عَصْرُ يَا بُؤرَةَ التَّارِيخِ ، يَــا حَنَشـاً فِي الْوَجْدِ يَغْدُو بِهَا الْوُجْدَانُ أَبْصَارَا
حَتَّى يُطِلَّ ضَمِيْرُ الْكَوْنِ عَاصِفَةً وَالطُّهْرُ شَعْشَعَ فِي النَّهْدَيْنِ أَزْرَارَا.
أَلْعَصْرُ عَصْرُهُمُ؟ أَبَيْتُ . لا كـفَنَــاً. صَفِّ الكُؤوسَ وخَمْرَ الجِنْسِ دَوَّارَا
..." وَوَرْقَةُ التِّيْنِ " لا لَنْ تَسْتُرَ الْعَارَا ". فَـالْحُبُّ قَلْـبٌ يَشِعُّ اللّحْـنَ أَطْيَـارَا
الحُبُّ شَمْسٌ تُفتِّحُ الْغِوى شُهُباً قَصِيْدَةٌ صَدَحَتْ فِي الْكَوْنِ غَانِيَةً 
أُمِّي وَحَسْبي بِهَا شِعْراً يُهَدْهِدُنِي تَطِيْرُ ، تَحْمِلُنِي فِي قَلْبِهَا طَارَا
يَا أُمُّ هَيَّا ارجَعِي فِي أرضِنَا شَرَفـاً وَالشِّعْرُ لَحْنٌ يُصفِّي النَّاسَ أَطْهَارَا.

أُمِّي وَخَلْقُ الْغَد

أُمَّاهُ ! يَا حَبَّةَ الْمِلْحِ الّتِي اخْتَصَرَتْ بَحْرَ الْوُجُودِ فَكُنْتِ الْحَقَّ بَحَّارَا
فِي قَلْبِكِ احْتَدَمَتْ حُمَّى تَنَاقُضِنَـا عَتْمَ النَّهَارِ وَنُورَ الْعَتْمِ أَسْفَارَا.
نَحْنُ الْهَدِيْرُ وَأَنْتِ الصَّمْتُ يَشْرَبُنَا وَتُوَحِّدِيْنَ بَيَاضَ الْرُّوْحِ وَالقَارَا.
تُلَمْلِمِيْنَ رِمَاحَ اللّيْلِ مَلْحَمَةً وَتَسْكُنِيْنَ جِرَاحَ الْضَّوْءِ سُمَّارَا.
تُنَاغِمِيْنَ أَزِيْزَ الرِّيْحِ عَاتِيَةً وَ " لَهْتَةَ " الْعِطْرِ لَحْنَ اللَّحْنِ سَحَّارَا.
أمَّاهُ يَا حُقَّ سِرِّ الكوْنِ يَا نَغَمَاً يَطِيْرُ بِالسُّدُمِ السَّوْدَاءِ " إِغْنَارَا "
تُرَنِّحِيْنَ أَوَاتِي الْغَيْبِ طِفْلَ غَدٍ غَدٌ هُوَ الْيَوْمَ زِحْتَ عَنْهُ أسْتَارَا.
فِي أَرْضِنَا صِرْتِ غَابَةً مُشَرَّعَةً لِلرّيْحِ خَضَّتْكِ أنْهَاراً وَأَشْجَارَا.
فِي أَرْضِ قَلْبِكِ عَذْرَاءٌ يُرَنِّحُهَا لَحْنُ السَّمَاءِ فَيَغْدُو الْحُبُّ إيْثَارَا.
يَا صَحْوَةَ الدَّهْرِ أُمِّي ! يَا مُعَانِقَةً شَوْكَ الزَّمَانِ وَوَرْدَ اللّهِ أَزْهَارَا،
خَلّيْكِ أُحْجِيَةً : عَذْرَاءَ وَامْرَأَةً تُقرِّبُ المُنْتَهَى وَتُذْهِلُ الفِكَرَا
فَتَرْفَعِيْنَ حَنِيْنَ الأرْضِ أُغْنِيَةً وَتُنْزِليْنَ ضَمِيْرَ النُّوْرِ " نُوَّارَا "
أمِّي ! هي السّرُّ ، بعد الله ، يُذْهِلُنَا اللهُ كَيْفَ انْتَهَتْ فِي الْكَوْنِ أَسْرَارَا .

وهيب كيـروز