Montaha Kochou

كتبت عن بيروت مع أنها لم ترها يوماً

Press Arabic Articles, Al Balad News Paper, 29 June 2004. Number: 184

العراقية منتهى كوشو: ليس شرطاً أن تكون لبنانياً لتحب لبنان

منتهى كوشو عراقية متزوجة من ايراني وتعيش وعائلتها في الولايات المتحدة الأميركية ، لم تزر بيروت يوماً ولكن عاشتها أحداثاً وأغنيات، وعشقتها «عاصمة بل مدينة تأبى الاستسلام، وتنشد الحرية، الباحثة دائماً عن قلق وحب» . منتهى كوشو أو منى أميركيا ، زارت لبنان قبل مدة و«كزدرت» فيه الى ان التقيناها في الشمال، إمرأة تضج بالحيوية، تتكلم العربية ببعض الصعوبة ولكن مفرداتها الطالعة من القاموس أفضل بكثير من مفردات كثيرين يطعّمون «عربيتهم» بكلمات أجنبية موضة أو اظهاراً لـ « ثقافة غير محدودة» وكوشو أصدرت أول رواية لها بالأنكليزية بعنوان:Burning Desire و«النشر في اميركا ليس سهلاً فالدار حين توافق على نشر كتاب يعتبر تنويهاً لأن هناك تخمة من الكتاب والروائيين والقصاصين، لذا ان مجرد النشر يعني شهادة، لنقل أن من ينشر له كتاب في أميركا يفرح كمن يربح اليانصيب».

- كيف بدأت بمغامرة الكتابة؟
منذ الصغر كنا نتنافس أنا وشقيقتي على الكتابة في الانشاء، والمعلمات كن يهمسن لي : اكتبي فأنت كاتبة بالفطرة. واذكر مرة وكنا نعيش في الكويت طلب الينا في الصف السادس ابتدائي ان نكتب عن كتاب فنلت الجائزة الأولى في الكويت. وحين أكون تعبة أكثر ما يريحني الكتابة.

- كتابك يروي بيروت مثلما يرتوي منها، أنت العراقية التي عاشت في الكويت وتزوجة من ايراني وأنجبت ثلاث بنات ، لماذا بيروت؟
أحب لبنان وحلمي ان أعيش فيه، كذلك اخترت الكتابة له وعنه، علماً أنني لم ارَ بيروت يوماً ولكنني أعيشها في قلبي وخيالي ووجداني، مع أنني لم احتك بلبنانيين في اميركا ولم تنشأ مع أي منهم صداقة. فليس شرطاً ان تكون لبنانياً لتحب لبنان. المهم ان تعرف كيف تحب. أيام الأحداث لم أكن بعيدة بل كنا نعيش أنا وعائلتي في الكويت.

اللغة الأم

- وهل ما زلت تقرأين العربية أم تجيدين صعوبة في القراءة كما في التعبير الكلامي؟
لا، على العكس أقرأ دوماً كي أبقى على اتصال باللغة الأم، وأكثر ما أقرأ روايات إحسان عبد القدوس ، كذلك لا أزال اقرأ واتكلم الأشورية، وأحاول ان ألقنها لبناتي، فزوجي وهو اشوري ايراني يحدثهن بالأنكليزية فيما انا أصر على التكلم معهن بالأشورية، وهكذا يذهبن الى الكنيسة يقرأن ويكتبن من غير صعوبة، واصولهن العربية ما ازعجتهن يوماً وحتى بعد 11 أيلول بل زادتهن رغبة في التعرف الىالعالم العربي.

- وعلى سيرة 11 أيلول كيف نشر كتابك أنت العربية المتمسكة بجذورها؟
تصوري ، أنني كنت أنتظر الرد في 12 أيلول وحدث ما حدث ، وبعد مدة اتصل بي احدهم من دار النشر طالباً اليّ تغيير مكان الرواية ، وتجنيس الشخصيات، أذعنت مرغمة ولكنني ما اقتنعت لأن في ذلك تزويراً . ولكن لم يمض وقت قصير حتى اتصلت بي دار النشر وطلب الي بالحرف الواحد: ارجعي الى اللبناني حيث هناك دفء وحرارة.

الشغف الشرقي

- وهل قوطعت الرواية أميركيا؟
على العكس اراد الأميركيون قراءتها ليتعرفوا الى العرب، وطبيب العائلة في الستين من عمره اتصل بي بعد قراءته للرواية وناقشني مدة ساعة ورأى في الرواية تاريخ شعب واعترف انه تعرف الى الشغف الشرقي او العربي الذي يجهله الأميركيون أو الغربيون عموماً .

- وكم استغرق معك الكتاب؟
كنت أدونه انطباعات على مدى سبع سنوات غير ان زوجي وبناتي شجعوني علىالنشر.

- سبع سنوات ، ونلاحظ ان روايتك لم تقفل؟
أصبت في روايتي مقدمة ولا نهاية.... حتى ان بعضهم نصحني بجزء ثان.

- وفيها وصف دقيق أشبه بالسينما فهل من مشروع لتحويل الكتاب فيلماً؟
فعلاً، أجرى معي بعض المخرجين المصريين مشاورات، أمسك عن ذكر اسمهم، والمشروع لا يزال مجرد فكرة قد تنفذ.

- وهل روايتك في السوق اللبنانية؟
طبعاً، أنها في كل المكتبات، واتمنى في حال قرأ أحد وأراد المناقشة او التعليق فاليكم بريدي الالكتروني: [email protected]

- النشر مغامرة ، التوقيت مغامرة، كيف لك ان تنقلي العدوى الى غيرك؟
أقول لكل من يؤمن بقلمه، باحساسه أن يدرك انه ناجح، ومهما اعترضت العراقيل احداً ما ، فليتبع قلبه، والمثابرة لا بد ان تنتج.

فيرا يمين