musicians

Tomb Sisters

musician

الأخوات طنب يكتسحن دار الأوبرا في القاهرة - الشبكة 20.8.2008

فاديا: لا عدو لنا كي نسحقه أو منافسين "ندعوس عليهم"
رونزا: هناك قبول لا استسلام وأنا جد متطلبة فنيا ً
آمال: لست مع فاديا ورونزا في التركيز على الكلاسيكية

في حوار مع الأخوات الثلاث آمال ورونزا وفاديا طنب، جلنا في عالم أحلامهن وطموحاتهن وتطلعاتهن نحو الهدف الذي ينشدنه في مسيرتهن الفنية. وفي 21 - 22 من شهر تموز سوف يحيين حفلتين، احداهما في دار الأوبرا - القاهرة، والثانية على المدرج الروماني في الاسكندرية، ويرافقهن فيها المتعدد المواهب الاعلامي جان أبي غانم، والراعي الأكبر للأخوات طنب الملحن والموزع والبارابسيكولوجي سمير طنب.

الأخوات طنب جلن العالم، لكن من عادة الفنانين أن يبدأوا من مصر قبل أن ينتشروا خارجا ً، لكن العكس حصل مع الأخوات طنب اللواتي سوف يغنين للمرة الأولى في مصر. هذا التساؤل كان محور سؤالي الأول، وقد طلبت من الأكبر سنا ً أن تبادر بالاجابة عنه، فبدأت آمال بلا تردد:

آمال: لا قاعدة أساسية للانتشار. منذ ان قررنا العمل معا ً ك "تريو"، بدأنا الغناء في الأردن، وعدنا الى مونريال، ثم جلنا عدة دول اوروبية. وفي زيارة سياحية مع العائلة الى مصر، تعرفنا مصادفة الى قيمين على دار الأوبرا. ومن حديث الى آخر طلبوا منا السيرة الذاتية والأشرطة وما كتبته عنا الصحف، فلمسنا اهتماما ً خاصا ً بهذا الشأن، الى أن حصل الاتفاق ، وحدد موعد الحفلتين بما لا يتناقض مع مشاريع وارتباطات فاديا في الخارج.

الشبكة: أوليس مستغربا ً أنهم لم يسمعوا بكن من قبل؟
فاديا: بلى... سامعين في وبرونزا...
رونزا: وصلتهم أخبارنا عن طريق بعض الأكاديميين ورتيبة الحفني وكفاح فاخوري... لا شك في أن دار الأوبرا شغلة مهمة، لكن الصيغة التي انطبعنا بها هي الأساس، ويهمنا أن تنتشر في بلدان العالم العربي كله. وكلما عرضنا الصيغة في مكان له قيمته مثل دار الأوبرا، زاد ذلك من رصيدنا.

الشبكة: كم مرة جمعكن حفل معا ً؟
آمال: أكثر من عشر مرات...
فاديا: بالنسبة الى الحفلات غير الدينية، غنينا في الأردن وبلجيكا وفرنسا وابو ظبي وكندا ومصر... وشخصيا ً غنيت في ما لا يقل عن 30 بلدا ً، لكن لم تسمح لي فرصة الغناء في مصر كبلد عربي، بعدما غنيت في كل من المغرب وسوريا والأردن. ويقال ان الغناء فيها امتحان بحد ذاته، لأن الجمهور المصري، كما نسمع، متطلب وقاس، علما ً بأن ما تقدمه لا يندرج في خانة الطرب 100 %، لأن قسما ً منه شرقي وقسما ً منه غربي، لكن الامتحان بحد ذاته أمر جميل وضروري أن تتجاوزه.

الشبكة: رونزا تعاملت مع شقيقك سمير ضمن شريط، فلماذا لا يكون هناك أغان خاصة لكن أنتن الثلاث؟
رونزا: يوجد أغان خاصة لنا من ألحان سمير وتوزيعه، وهي حوالي ثماني أغان...

الشبكة: في أي خانة تضعن انفسكن؟
فاديا: الكلاسيكية، لكن بسهلها الممتنع الذي يستذوقه كل الناس.
آمال: هناك تنويع كامل في الأغاني من الدبكة والموشحات والتراث، لكن في اطار حديث.
الشبكة: لكل واحدة منكن قاعدة شعبية أو جماهيرية معينة وذكرى في بال الناس، فعندما تجتمعن يجب أن تشكلن قوة ساحقة من خلال الأصالة التي تغلف آدءكن، بمعنى آخر جهد فردي مضروب بثلاثة؟
فاديا: لا أستسيغ هذه التسمية ولا نستخدمها، لأن لا عدو لنا كي نسحقه ولا منافسين يهمنا أن "ندعوس عليهم".
رونزا: لا يوجد بديل عن "صيغة جديدة"، وأشك في أن يأتي مثلها في الشرق لأن لا سابقة لها الا في الغرب.

الشبكة: يوجد ال "فور كاتس"
فاديا: لا أبدا... ال "فور كاتس" يغنين بصوت واحد، ونحن مختلفات، فلكل منا طبقتها ودور مختلف عن الآخر. نغني على نحو متعاقب، بمعنى آخر نمشي بشكل متواز ولا يمكن أية مطربة أن تحذو حذونا ما لم تكن قد درست الموسيقى، لأن مغنانا ً صعب.
آمال: وهو أمر صعب تقنيا ً.
رونزا: يجب أن تكون ملمة بال"نوطة"... فهناك مزج بين الايقاعات الشرقية والمقامات مع طريقة التوزيع الموسيقي على الطريقة الغربية.
آمال: وهذا ما يميزنا بالصيغة الجديدة بالنسبة الى التعبير عن القوة الساحقة، وأنا أجاريك لأن في الاتحاد قوة. وأنا اسمي مجموعتنا بثلاثي منسجم شكلا ً ومضمونا ً.

الشبكة: كيف تتابعن ما يحصل في الساحة الفنية؟ وكيف تقيمنه؟
فاديا: في كل مقابلة يطلب من فنان أن يعطي رأيه في الآخرين.

الشبكة: لكننا لا نسأل أيا ً كان بل أكاديميات؟
آمال: نحن لا نحب أن نقارن بأحد. نسير وفق قناعاتنا. أخذنا خطا ً مميزا ً أعتبره ثورة في عالم الموسيقى العربية.
فاديا: ليست ثورة بل خطوة جديدة على المستمع العربي. الثورة فيها أدعاء... خذيها "قفزة نوعية".
رونزا: لنوضح هذا الموضوع، أخذنا اللحن على بدائيته كما هو...لحن بسيط مؤلف من أربع أو خمس "نوطات" أضفنا اليه الهارموني الغربية، واقمنا مزجا ً وخلقنا هذا الغناء.

الشبكة: أي نوع من المسؤولية تأخذينها على عاتقك يا آمال تجاه أولادك في ما يسمعون؟
آمال: أولادنا تربوا على أجوائنا، وكنا نسمعهم موسيقى الرحابنة وصوت فيروز وموسيقى كلاسيكية، وهم يقدرون هذه الأعمال. أتابع ما يستجد على الساحة الى حد ما عبر الشاشة، وأشاهد الكليبات غصبا ً عني". لا انكران أن هناك أعمالا ً جميلة توزع بشكل جميل وأعمالا ً دون المستوى.

الشبكة: وهناك أموال توزع على أغان هابطة؟
آمال: أنا أقول فقط "وا آسفاه" على ما لا يعجبني.
رونزا: نحن لا نحكم أخلاقيا ً بل أكاديميا ً.
فاديا: نشهد أخيرا ً مواجهات ليس بالمعنى السيء للكلمة بين خطين، أحدهما فني اكاديمي يشق طريقه خارجا ً أكثر منه في لبنان، ومثال على ذلك جاهدة وهبي وغادة شبير وأنا.

الشبكة: هناك هبة قواس؟
فاديا: اسلوبها غربي وليس شرقيا ً. (وتتابع) وهناك سمية البعلبكي وريما خشيش وأمية الخليل وحنين. هؤلاء الفنانات يواجهن فنانات يصلن بسرعة أكبر وبانتشار اوسع وامكانات مادية أكبر، نحن جئنا من خلفية أكاديمية ورسمنا خطا ً لا يشبه خطا ً آخر...

الشبكة: كيف تقيم كل منكن معاناتها كي تصل الى ما وصلت اليه؟
آمال: تعبنا سنوات كثيرة على حالنا بين الدرس والجهد، ويأتيك من يقول لك انك ضمن مجموعة مصنفة، وان الموسيقى الراقية لا سوق لها وليست شعبية. والمعاناة تبدأ من هنا وتنطلق منها في محاولة خرق التيار السائد. وانا اخالف شقيقتي في ما يتعلق بالتركيز على الكلاسيكية، وأنا مع دمجها بالشعبي.
رونزا: لم أشعر بأي معاناة الا بالعمل على العمل نفسه.

الشبكة: يبدو انك وفعت الراية البيضاء حين صرحت مرة انك مستسلمة للواقع؟
رونزا : الواقع ككل وكفكرة عامة. قبلت ولم استسلم، وأسعى في الفن لأن أدقق في كل تفاصيله كي أصل الى المستوى الذي اطمح اليه.

الشبكة: لكن ماذاحققت؟
رونزا: لا أعرف... لا أعرف ما المفترض أن أحققه. يهمني أن أعطي لكل عمل حقه.
آمال : رونزا تنشد الكمال في كل ما تفعله و "نيقة" جدا ً، وتدقق في كل شاردة وواردة.
رونزا: نعم ، أنا متطلبة جدا ً.
فاديا: في اطار المعاناة هي غير موجودة في قاموسي، فبقدر ما استثمرت اخذت في الفن، وفي الخارج كل شي بحقو". واعتبر نفسي أنني اسير في الدرب الصحيح. لا اشعر بأنني ظلمت في لبنان لسبب أنني لم أبذل الجهد الكافي فيه بقدر ما بذلته في الخارج.

الشبكة: الى أي مدى اسهمت الأسرة في تشكيل عقبة في طريقكن؟
آمال: زوجي جان أبي غانم وهو كاتب مسرحي وتلفزيوني واذاعي سهل لي الكثير من الأمور ودعمني أسريا ً.
فاديا: زوجي ليس بالرجل التقليدي بدليل انه لم يقف يوما ً حجر عثرة في طريق اسفاري وغيابي حتى مدة طويلة عن البيت . وهذا أكبر دعم لي ولمسيرتي، بل هو يشجعني أن أسير قدما ً ولا ألتفت الى الوراء.

الشبكة: وزوجك يا رونزا؟ (الكل يضحك لأن رونزا لا تزال عزباء) لماذا لم تشجع احداكن رونزا على الزواج؟
آمال: أريحلها بتعمل اللي بدها ياه!
فاديا: بوجود الشخص المناسب الكل ينصحها، وبعد ما تعرفنا على هالشخص."
رونزا: "انا لا ورايي ولا قدامي... ما عندي اي مشكلة... اذا سافرت مية مرة ما بتأثر."

الشبكة: عشقت حريتك؟
رونزا: "لا! هيك صاقبت!"
آمال: افضل لها عدم الزواج على الأرتباط بزواج فاشل.

الشبكة: ما أقصى حلم لديكن؟
آمال: ان نترجم قضايا أساسية وحقيقية من وطنية وانسانية واجتماعية ضمن عمل فني ضخم مسرحي.
فاديا: أحب ان تكون لدي شركة انتاج خاصة كي ننتج لأنفسنا.
رونزا: أنا مع الأثنين

ماغي سفر

رونزى الفائزة بجائزة افضل اداء: انا خجولة بطبعي وبين حبيبي والفن اختار حبيبي - سحر 5.11.1988

احدى بنات "ستديو الفن 74". انشدت لفيروز ونجحت ثم انطلقت...لكنها لم تهو الا الجديد. وجديدها تمحور في البيت الرحباني. ومن يشتغل مع البيت الرحباني لا يعود يعجبه العجب. اخيرا ً فازت بجائزة افضل اداء في مسابقة عر بية، وكانت الاغنية "صور" للفنان منصور الرحباني كتابة وتلحينا. اين رونزى في السنوات الاخيرة؟...

ماذا تخبرينا عن الجائزة التي حزت عليها كأفضلا اداء في الغناء؟
- لا أعرف كيف تم المهرجان. كل ما أعرفه انه بين 3 و 10 ايلول تم مهرجان التلفزيون العربي التونسي والذي يجري سنويا في تونس وتعرض فيه برامج من كل الانواع، دراماتيك، برامج للاطفال، منوعات، ويخصص لكل فئة جائزة. وهذا العام فزت بجائزة افضل اداء في الغناء في اغنية "صور" وهي من كتابة والحان الاستاذ منصور الرحباني، التي صورتها منذ عدة اشهر لحساب الشركة الاردنية للانتاج التلفزيوني في برنامج "ايام ع البال" اذ نزلت ضيفة في احدى الحلقات. ويبدو انهم قدموا الحلقة في مهرجان التلفزيون التونسي كنموذج عن برنامجهم. أنا لم أكن أعلم بكل ما يجري، فقط علمت بالنتائج بعد صدورها.

وكيف استقبلت النتيجة؟
- اتصلوا بي هاتفيا ً واخبروني. ومن البديهي أن أفرح لذلك لأنه يعطي دعما للثقة بالنفس وللاستمرارية. لا شك أني سررت كثيرا ً، وخاصة لانها كانت مفاجأة بالنسبة الي والمفاجأة تسعدك أكثر من الاشياء التي تقدمين اليها وتنتظرين نتيجتها. وبعد فوزي وصلتني رسالة تهنئة وتقدير من مدير البرنامج الذي صور على حسابه "ايام ع البال"، تهنئة خطية فيها الكثير من الشكر والتقدير زادتني سعادة.

الانطلاقة الاولى والكبيرة كانت مع الرحابنة. هذه التجربة مع رواد الفن اللبناني ماذا أعطتك؟
- لا شك أن تجربتي مع الرحابنة أثرت كثيرا ً على انتشاري وانطلاقتي بسرعة وهذا اعتبره فرصة لا تصح لأي فنان عادي. تعاملي معهم اعطاني دعما ً كبيرا ً وساعدني كثيرا ً، سلحني بالثقة. وعلى الرغم من غيابي فترة لا بأس بها عن الجمهور ولكن اسمي لا زال موجودا ً، وهذا كله لأنني انطلقت من المسرح الرحباني.

وهذا الغياب ما سببه؟
- سبب غيابي كان تعاملي مع الرحابنة، بحيث تعودت على مستوى معين من الاعمال لم أعد بعدها قادرة على القبول بأي شيء بل صار من الصعب علي أن اختار بسهولة.

هل تعتبر أن مدة غيابك كانت فترة جمود فيما بخص رونزى الفنانة؟
-لا أبدا ً، كنت اتابع دراستي، عندما بدأت العمل مع الرحابنة كنت قد بدأت الدراسة الموسيقية. وعندما توقفت معهم تابعت دراستي، والعام الماضي حصلت على دبلوم في الاوبرا والغناء الكلاسيكي الغربي اضافة الى كل النظريات الموسيقية.

وماذا افادتك هذه الدراسة؟
- افادتني من ناحية التقنية الصوتية. بت قادرة على التحكم بصوتي. أستطيع الآن أن اختار الوضع المناسب للون واللحن المناسب. صرت واعية لصوتي ولامكاناته وتطويره. ومن ثم الحنجرة بحاجة الى تمرين.

ما هو جديد رونزى؟
- في برنامج "أيام ع البال" الذي ربحت فيه الجائزة صورت ثلاث اغنيات لأخي سمير طنب، وقدمت اغنيتين "دويتو" مع أختي امال الى جانب اغنية "صور" لمنصور رحباني.

حاليا ً اسجل مجموعة جديدة من الاغنيات المنوعة. كما أن هناك مجموعة ستصور في برنامج منوعات لحساب المخرج الاردني حسيب يوسف وستوزع في البلادج العربية حيث سأحل ضيفة لحلقة كاملة في البرنامج.

أنت فنانة غائبة أو بعيدة عن الوسط الفني عموما ً لماذا؟
- ماذا تعنين؟ اتريدنيني ان اغني في المطاعم مثلا ً. من يبدأ بالعمل مع الرحابنة ويختلط في اجوائهم هل يتابع مسيرته الفنية في المطاعم؟ لا هذا صعب. ومن ثم انا لا اميل للغناء في الملاهي الليلية. احب المسارح الغنائية الأستعراضية الكبيرة. لا استطيع ان اصعد الى خشبة مطعم واغني وصلة من عشرين اغنية "ورا بعض سحبة وحدي". لا يمكن. احب ان اقدم عملا كاملا في اطار مدروس، من ناحية التقنية والألحان والحركة.

بين علم النفس و الفن اين تجدين نفسك؟
- اجد نفسي في الفن

ما هو الرابط بين دراستك وعملك؟
- لا علاقة، مع العلم انني حاولت في رسالة الماجستير ان أجمع بينهما.

وماذا توصلت؟
- لم اكمل، ما بدأت به. لكنني اخترت موضوع الذاكرة وكنت اود الربط بين علم النفس والمسرح الغنائي واهميته على النفسية. الفنان في عمله يمكن ان يتخلص من عقد كثيرة كانت تشكل حاجزا ً في حياته، يمكنه ان يخرج منها من خلال الشخصيات التي يلعبها. وأنا اخترت هذا الموضوع نتيجة تجربة عشتها من خلال شعوري وأنا على المسرح، والذي لم أكن أشعر به أو أحسه من قبل. شعور جديد وعميق ساعدني نفسيا ً ومعنويا ً، لا أستطيع أن أفسره لك. لا يمكن وصف الفرح الذي اشعر به عندما اقف على المسرح.

من تحبين أكثر. عايدة طنب أم رونزى (عايدة هو اسم رونزى الاصلي)؟
-لا أفصل بينهما. لست انفصامية. أينما أوجد أكون أنا.

هل من أشياء تنمنينها لنفسك؟
- ان احقق نفسي.

وبرأيك كيف يحقق الواحد منا نفسه
- من خلال ما يعطيه. شيء مهم أن تمري في هذه الحياة وتسجلي انك أعطيت شيئا ً ولم تكوني هامشية.

هل تعتبرين انك حققت ما تطمحين اليه؟
- طموحي لا يشبع. مهما أعطيت أشعر أني لا زلت في البداية. حتى الآن حققت جزءا ً بسيطا ً ولكنه لا يكفي طالما أنا عطشة للمزيد. لم أحقق ما أريده بعد.

وماذا تريدين؟
- عملا ضخما ً متقنا ً من جميع النواحي وعلى مستوى عالمي.

الاغنية التي قدمتها "صور" والتي حزت فيها على جائزة أفضل آداء. عندما قدمتها كانت دموعك تنساب على وجهك، لماذا كنت تبكين؟
- ما من سبب للبكاء. عندما يحس الواحد منا يبكي. عندما أديت الاغنية كنت متأثرة ومأخوذة في جوها: النص واللحن مؤثران فأديتها بأحساس. وهذه الأغنية بالذات أحب فيها طابعها الانساني. هناك تركيز فيها على الانسان والواقع الأليم الذي نعيشه.

وهذا الواقع الأليم كيف تتعاملين معه؟
- أنا حساسة جدا ً وفي الوقت نفسه أسيطر على احاسيسي. أشعر بعض الاحيان أن في داخلي ثورة تجاه ما يحدث وأقبل احيانا ً بكثير من "الشواز" لانني اؤمن بالصراع من أجل البقاء. لكني اكره الظلم. لا اتحمله. يا ليت البكاء يعبر عن الحزن الذي نعيشه. لكن الحزن أعمق بكثير. البكاء ردة فعل فيزيولوجية عفوية.

ما الذي لا يعجبكم في نفسك؟
- يمتلكني خجل كبير يبعدني عن الناس، لدرجة جعلت البعض يقول عني اني مغرورة ولكنهم لا يعلمون انني خجولة في طبيعتي وافتقد للمبادرة في التعاطي مع الناس، لا "اهجم" على أحد. أشعر انه من غير اللازم أن افرض نفسي على الناس بل انتظر أن يبادروا هم في الترحيب بي ومن ثم أبادلهم العلاقات الاجتماعية اذا صح التعبير بذلك.

الجرأة أو المبادرة تنقصني وتشكل لي مشكلة كبيرة، حاليا ً أحاول أن أغير فيها قدر المستطاع.

تكلمنا عما يبكيك ويزعجك، ونسينا الفرح هذا الجانب الاهم من حياتنا . رونزى من من الناس يقدم لها الفرح؟
- وجود الاشخاص الذين أحبهم الى جانبي.

عائلتك مثلا ً؟
- وجود من أحبه الى جانبي يفرحني. لا تصدقي مهما أحببت اهلك واصدقاءك فهم لا يستطيعون جميعهم ان يحلوا مكان حبيبك او ان يشعروك بالفرح الذي تجدينه وهو موجود الى جانبك.

وهذا الحبيب كم يشكل في حياتك؟
- لا حدود.
اذن موجود؟
- طبعا ً وجوده حاجة بديهية. وبالنسبة الي هو أهم حاجة. هو الذي يعوض ويغنيني عن اشياء كثيرة تنقصني. يكفي أن يكون لك كتف تتكئين عليها عندما تكونين تعبة.

ماذا يعني لك الحب؟
- تحقيق ذات أيضا ً. وجود الحب في حياتك يغنيك عن أحلامك.

والزواج الى اي مدى يهمك؟
- لا شك انه مؤسسة مهمة تؤمن غريزة البقاء والاستمرارية لكل منا، الزواج تكامل لعلاقة متكاملة. أنا تهمني العلاقة وكمالها أكثر من الارتباط.

اذا خيرت بين عملك كفنانة وحياتك الخاصة فماذا تختارين؟
- اختار الانسان الذي أحبه. دائما ً الانسان أهم من أي شيء.

ماذا تودين ان نختم حديثنا؟
- نختمه بمقطع من قصيدة "صور":

صور صور صور
عم تكتر الصور
لون الشوارع صار رجال وصور
واللي كانوا هون راحوا مع الخطر...
عامهلك يا نسيان عامهلك عالصور
والاحبة اللي صاروا صور.

"الانقلاب" أعادها الى دائرة الضوء. رونزا بدأت مع الرحباني والرحلة مستمرة...
سحر - 15.6.1995

أعاد "انقلاب" مروان وغدي الرحباني المستمر بنجاح كبير على مسرح جورج الخامس في أدونيس، المطربة رونزا الى دائرة الضوء الفني بعد غياب استمر سنوات عدة.

واطلت رونزا بشخصية "ماريا" ابنة صاحب مقهى، تغرم بالرجل الثاني في السلطة "راوول" لكن افكارها الثورية والتحررية تنتصر في النهاية على الحب وتصبح "ماريا" عضوا ً في هيئة الانقلاب الشعبي...

رونزا هي ابنة المدرسة الفنية الرحبانية التي اكسبتها سنوات الدراسة الطويلة طاقات فنية وتقنية قل نظيرها عند مطربات هذه الأيام.

لعبت ادوارا ً بارزة في مسرحيات للأخوين رحباني مثل "الربيع السابع" و"المؤامرة مستمرة" و "الشخص" التي اعاد الرحابنة تقديمها في الثمانينات كما اشتركت في أعمال تلفزيونية غنائية عديدة قدمها الاخوين رحباني أبرزها "ساعة وغنية".
ومع مروان وغدي الرحباني، اشتركت رونزا في عدة برامج وفقرات أبرزها فيلم "آخر صيف"...

جمهور مسرحية "الانقلاب" لاحظ تغييرا ً واسعا ً في اطلالة رونزا، فاصبحت أكثر حركة على الخشبة، وبدت كمن وجد ضالته. وتقول: "كان عندي شوق دائم للمسرح لم يتوقف أبدا ً. والآن أنا سعيدة لأنني اقدم عملا ً احبه. مع ان السهر الطويل يتعبني احيانا ً".

ونسألها عن توقفها عن المسرح طوال سنوات فتقول: "لم تعرض علي أعمال مسرحية سوى عمل واحد لم تتوافر له الظروف الانتاجية الملائمة".

وعن رأيها في دور ماريا الذي تلعبه في "الانقلاب" قالت: "أحببت هذا الدور ولعبته من كل قلبي. كما ان الاغنيات والموسيقى دخلت الى أعماقي واديتها بكل احساي وصدق. اما كيف أرى نفسي في هذا الدور على المسرح فلا يمكنني اعطاء رأيي" لآنني لا أشاهد نفسي، لكن آراء الناس الذين شاهدوا العمل كانت في الاجمال ايجابية لناحية مناسبة الدور لشخصيتي".

وعن الحركة التي تلازمها في هذه المسرحية، بخلاف الاعمال السابقة قالت: "أنا دائما ً أحب الحركة على المسرح لكن في (الانقلاب) توافرت لي فرصة تحقيق هذا الامر أكثر من الماضي، حيث كان جو من الكلاسيكية يسيطر على الأعمال الرحبانية وجو من الجدية الصارمة بحكم طريقتهم في الكتابة المسرحية. هذا الامر حتم علي أن اتبع الشخصية المكتوبة. أما دور ماريا فيتطلب حركة أكثر وهذا الامر يريحني. في حياتي العادية، أعيش بهدوء ولست كثيرة الحركة، لكن عندما أصعد على المسرح أشعر بحاجة ملحة الى الحركة، واتضايق من الجمود".

ونسأل رونزا اذا كان هذا الأمر ردة فعل عكسية ناتجة عن انتقاد الناس في السابق لجمودها عى المسرح فتقول: "أنا مع ذاتي لم أشعر بهذا التغيير بل لاحظه الجمهور. مع انه في بعض المسرحيات السابقة كنت أرقص والمرحوم الأستاذ عاصي كان يقول لي أريد أن أجعلك ترقصين بالقوة وتعتادين على هذا الأمر. في "الربيع السابع" شاركت في الرقص، لكن اقل من (الانقلاب). ففي هذه المسرحية تركيز على الحركة كونها استعراضية والناس تحب هذا الأمر. واذا أرادوا اضافة حركات أخرى على شخصية ماريا ليس عندي مانع".

تتمتع رونزا بموهبة صوتية فذة وبقدرة آداء كبيرة اكتسبتها بالدراسة وعرف مروان وغدي الرحباني كيف سيظهرانها الى العلن بأغنيات مميزة تأليفا ً وتلحينا ً. وتقول: "بحكم مرور وقت طويل على عملي في الفن نضجت الاوتار الصوتية وصارت أعرض. والدراسة التي اكتسبتها في الكونسرفاتوار على يد السيدة بديعة حداد افادتني كثيرا ً، وصار عندي وعي أكبر لصوتي وامكاناتي في الآداء وطريقة اظهارها".

الصوت والشكل والحضور عناصر ثلاثة بارزة تملكها رونزا وهي ضرورية لنجومية أي فنان. فما رأيها في مفهوم النجومية؟ تقول: "أنا لا أحب لقب نجم أو نجمة وأفضل عليهما كلمة فنان واشعر انها تؤثر في أكثر. كلمة فنان تحمل برايي اكثر معنى الاحتراف والعمل الجدي والاصالة والحس المرهف".

وعن رايها في آدائها التمثيلي قالت:" أنا أحب التمثيل بالفطرة وبمساعدة مروان وغدي ونقولا دانيال استطعت الاحاطة بكل الشخصية التي العبها. حاولت ان اكون عفوية جدا ً وامثل كما أشعر بالدور. شخصية ماريا اعجبتني جدا ً".

فارس الجميل

رونزى اللبنانية فازت عربيا ً - أفضل أداء في الغناء - النهار 18.10.1988

جائزتان للبنان حملتهما اليه من تونس زينة ملكي للتمثيل، ورونزى لاجمل صوت وآداء خلال مهرجان التلفزيونات العربية الرابع وكانت فيه جميع الدول العربية ببرامج المنوعات والدراما والاطفال.

رونزى تلقت النبأ من التلفزيون الاردني الذي قدم في مهرجان تونس نموذجا ً من منوعاته ، حلقة من برنامج "ايام عالبال" حيث لروزنى أربع أغنيات من بينها "صور" التي كتبها ولحنها لها منصور الرحباني.
والحلقة اختارتها للمهرجان شركة الانتاج الاردنية فتميز صوت رونزى بحسن آدائه الاكاديمي وعذوبة نبرته، بين جميع الاصوات واعتبرته اللجنة أفضل آداء في العالم العربي، واسندت ايه الجائزة.

رونزى تلقت جائزتها بواسطة التلفزيون الاردني، فسرت للنبأ ولو متأخرا ً.

ماذا تقول الاغنية؟
رندحت كي تتذكر: "المغني لا يقدر أن يردد قصيدته الا مغناة":
"صور، صور، صور، عم تكتر الصور / لون الشوارع صار رجال وصور
واللي كانوا هون / راحو مع الخطر
سكنوا الورق والحيطان /عمهلك يا نسيان
عمهلك عالصور/ والاحباء اللي صاروا صور

رونزى أنت فنانة كتومة من الكونسرفاتوار تخرجت في الغناء الاوبرالي. وفي الأغنية المهذبة عرفت، أما اتتك الفرصة كي تفجري موهبتك؟
- بعد "هيللو بيروت" تصورت اللون الاستعراضي سيهطل علي. احب هذا النوع من الفن. لكن الوسائل شبه معدومة فاكتفيت بأغنيات اقتنع أنا بها لآني لست من رواد علب الليل.

هل من مشروع في الوقت الحاضر؟
- دعاني المخرج الاردني حسيب يوسف الى واحدة من سهراته الشرقية والتي يسجلها في لبنان. طلب الي ثماني اغنيات متنوعة بين عربي وانكليزي واسباني وقسم فيها الحان وكلمات لشقيقي سمير طنب.

هل حققت ما تطمحين اليه؟
- كلا، فالطموح لا يشبع، وكلما حقق الفنان شيئا ً يظل يطلب أكثر. اهتم للمضمون كثيرا ً. فالكلمة لها رسالتها. واذا لم أقتنع بها رفضتها لذا نشاطاتي ليست متواصلة رغم اني اعتبرها ناجحة . لكنها لا تروي العطش الفني الذي يلازمني. هنالك شيء ناقص لا أدري كيف أسده. انتاجي ضليل. فكرت مليا ُ وخرجت بثوابت تميل الى المسرح الاستعراضي لا غير.

لاحظتك تشددين على هذا النوع من العطاء؟
- بالطبع لان المسرح الاستعراضي يجمع الاغنية والتعبير والحركة والدينامية وذلك الموضوع المتواصل من أول الاستعراض حتى آخره. في "هيللو بيروت" رقصت وغنيت فرضيت عن نفسي. والرقص له أهمية كبرى في ايصال الاغنية لذا أتمرن في مدرسة عبد الحليم كركلا على تليين جسمي ومعرفة استخدامه على المسرح.

وأغنية بدون حركة الا تصل الى جمهورها؟
- الحركة الجسدية رئيسية كالحركة الصوتية بهما نطول الى الأذن والنظر وكلاهما يتمتعان. لا أجزىء بين جسدي وصوتي. اريدهما في انسجان تام وتكامل. من هنا ميلي للاستعراض الطويل النفس واللامحدود في زمن الاغنية الواحدة.

وبمزاجها الكتوم تعمل رونزى وتتقدم في مجال الاغنية ولا طنة أو رنة. أعمال عديدة لها بثباتها وتواضعها وأكاديميتها: مسرحية "المؤامرة مستمرة" و"الشخص" و"الربيع السابع" للاخوين الرحباني. وفيلم "آخر الصيف" لمروان وغدي الرحباني، "هيللو بيروت" استعراض غنائي لغدي ومروان الرحباني، ومنهما أيضا ً حلقة ميلادية "رحلة بابا نويل"، ومسلسل غنائي "من يوم ليوم".

ومنوعات رحبانية للتلفزيون واغنية منفردة.

م.م.