Articles

Art in the press

السيد المسيح في القرآن لمناسبة مرور ألفي عام على ميلاده

الضاد – منارة الأدب و العلوم و الفنون و الأجتماعيات – السنة 88 – كانون الثاني و شباط 2018

السيد المسيح في القرآن لمناسبة مرور ألفي عام على ميلاده بقلم الأديب: جميل بركات عمان – الأردن

مطلع القرن الحادي والعشرين يوم مشهود في تاريخ العالم تضيء شمعته وهاجة في مدينة بيت لحم حيث ولد السيد المسيح عليه السلام مذكرة بدعوته الخيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات والخبائث يوم انغمس المتنفذون والانتهازيون في تلك الأيام بالملذات والشهوات واضطهاد وظلم من حولهم واشعال الفتن فيما بينهم وأكل أموال الغير بالباطل وقتل الأنبياء والمرسلين والمصلحين زاعمين أنهم (شعب الله المختار) وما عداهم من البشر في مرتبة الحيوان تستباح أموالهم وأعراضهم ودماؤهم.

"كأسين، كأسا ً لهم بالشهد مترعة وللجماهير كأسا ً سمها نقعا"

فدعوته عليه أفضل السلام كانت للاصلاح والتعاون لما ينفع الناس بما وهبه الله من معجزات خارقة لم تلق القبول من تلك الطغمة الباغية وبما حاكته من دسائس ومؤامرات لقتله.

فشهد له القرآن الكريم الذي بما هو فيه.

(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).

وبهذه المناسبة الرائعة أقتبس بعض الآيات الشريفة التي وردت بحقه وحق أمه مريم عليهما السلام ففي سورة الأنبياء الآية(91):
(والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين).

وفي سورة التحريم الآية (12): (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من الفانتين).

فأظهرت هاتان الآيتان طهر السيدة مريم التقية النقية التي آمنت بكلمات ربها فرزقها رسول المحبة والسلام الذي انتشرت دعوته من أجل المحبة بين الأنام.

وفي سورة آل عمران الآية (45):
(اذا قالت لملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها ً في الدنيا والآخرة ومن المقربين).

وفي سورة النساء الآية (171):
(انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله).

وفي سورة المائدة الآية (46):
(وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا ً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونورا ً ومصدقا ً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).

وفي سورة آل عمران الآية (52):
(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال: من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون).

وفي السورة نفسها الآية (55):
(اذا قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون).

ومن يقرأ ..سورة مريم,, ويتأمل فيها ير معجزات الله سبحانه وتعالى عن سيدنا عيسى وأمه سيدتنا مريم. أذكر منها:
(فاشارت اليه، قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال اني عبد الله آتني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا ً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا ً بوالدتي ولم يجعلني جبارا ً شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا).

فسلام الله وصلاته عليك وعلى أمك مريم. فتراتيل المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام هي لمن يؤمن بها قولا ً وعملا ً وبصدق ومحبة للناس أجمعين الذين قال الله عز وجل بحقهم:
(يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم).

وتحضرني في هذه الكلمة الموجزة أبيات الشاعر أحمد شوقي:

ولد الرفق يوم مولد "عيسى"    والمروءات والهدى والحياء
وازهى الكون بالوليد وضاءت    بسناه من الثرى الأرجاء
وسرت آية المسيح كما يسر    ي من الفجر في الوجود الضياء
تملأ الأرض والعوالم نورا ً    فالثرى مائج بها وضاء

فلتكن ذكرى مولده المحببة للنفوس في مطلع القرن الحادي والعشرين حافزا ً للعرب ليعملوا كتفا ً الى كتف لجلاء الغزاة المحتلين عن أرض فلسطين وأماكنها المقدسة، وعندئذ، يمكن القول بعد خلاصها ان الوطن العربي من المحيط الى الخليج يصبح شامخ البنيان وطيد الأركان لأمة العرب من مسلمين ومسيحيين فالدين لله والوطن للجميع ولا طوائف ولا عنصرية ولا نزاعات اقليمية.

(عيسى ادع ربك عل الله يرحمنا وعله من سبات يوقظ العربا)