Rodolphe Chamoun

رودولف شمعون: غلطة الأزميل تخرب الفكرة

جريدة البلد - الجمعة 16 أيلول 2005 العدد 612
رودولف شمعون: غلطة الأزميل تخرب الفكرة.

رودولف شمعون من النحاتين الأوائل الذين يجيدون محاورة الطبيعة وهو يعطي الحجر ايقاعه الخاص، ويعتبره كالحصان من الصعب ترويضه بسهولة، مؤكدا ان تبادل الحوار مع الحجر عنيف دائما، خيث هو مزيج بين الهامه والهامات الجماد.

نرمين أبو خليل

منحوتات رودولف شمعون في "سورفاس ليبر"
قوة المهنة وتشتت الشخصية
أحمد بزون - السفير 2005

المتجول في معرض النحات رودولف شمعون يستطيع أن يرى تنوعات النحت اللبناني، من الكلاسكية المحدثة، وصولا الى الموجات الجديدة التي تجد لها روادا في لبنان.

42 منحوتة، ملأت صالة "سورفاس ليبر"، مختلفة الأحجام، ومتنوعة بين الرخاميات اللبنانية والأجنبية والحجر اللبناني والأونيكس. ترتكز الى مروحة من الألوان التي تنوع الرؤية البصرية، وتشكل مادة جذب، ولا سيما ما يقدمه الحجر الأخضر الأردني من لعب على الجماليات وابهار بصري.

واحدة من المنحوتات ذهبت في اتجاه استخدام شرائط معدنية، في محاولة وحيدة لكسر حدة المادة الحجرية ومحاولة بناء حوار معها. هذا الحوار يتحذ أشكالا أخرى في الكثير من أعمال المعرض، التي ترتكز على الثنائيات، ثنائية الأشخاص، ثنائية الأجزاء والكتل، ثنائية النعومة و الخشونة في مساحات المنحوتة الواحدة، اضافة الى حوار العمودي والأفقي، أو حوار التجسيم و التجريد، أو الشكل الهندسي و الشكل الحر.

الأشكال الهندسية أكثر طغيانا في مسطحات المنحوتات، فالرؤوس مستديرة أو مكعبة أو مضلعة، أو تمتزج فيها الخطوط المستقيمة و أنصاف الدوائر، تلك الخطوط التي تملأ المساحات وتحدد الأشكال. على أن الأشكال تبدو مرتكزة على الأرض بثقل، أو تطير بأجنحة حجرية، أو تنطلق بخفة بشكل طردي. أما الكتل فتبدو مقفلة أو مفتوحة، منفرجة أو ملتفة... وبمعنى أخر، فان الفنان رودولف شمعون يشتغل بهدف الوصول الى كل الأذواق، يخاطب الجمهور أكثر مما يؤسس لنفسه نهجا و أسلوبا، يقدم شخصياته من دون أن يهدف للوصول الى مضمون ينقل هواجس سيرة فنان. هو على الأرجح ينقل سير الأخرين، اذ لكل منحوتة سيرة وقصة وشخصية، وبالتالي لها احساس مختلف.
تبدو المنحوتات أليفة وقليلة المفاجأت. وكما قلنا في البداية، فان الفنان لا ينحت في أرض بور، انما يشتغل بذاكرة عامرة بالأشكال المعروفة، أو بذاكرة تتنقل بين نحاتين أخرين، من دون أن يعني ذلك أن الفنان ينقل أعماله نقلا، انما هو يشتت شخصيته بكل هذه التجاذبات، التي لا تقف عند حد، مستجيبة لما هو من الأساليب والأشكال و التشكيلات السائدة في الساحة الفنية.

لا يعني هذا الكلام، بالطبع أن الفنان يشتغل بمهنية منقوصة، أو بخبرة قليلة في معالجة المواد الحجرية أو في التعامل مع الكتلة أو استخدام الأدوات، العكس هو الصحيح، اذ ان من يتطلع الى ما يقدمه شمعون من أعمال يشعر بأنه أمام مهنية عالية.