Sabah

أزواج صباح

أزواج صباح

عرفت صباح بأنها متعددة الأزواج، اذ عقدت قرانها على تسعة، طلقتهم جميعاً، وهم:

نجيب الشماس

عندما جاءت جانيت الى القاهرة للقيام ببطولة فيلم "القلب له واحد"، رافقها والدها جرجي، فكان شديد السيطرة عليها، يتصرف بأموالها، ويوقع العقود السينمائية عنها. وما ان بلغت السن القانونية، أي الثامنة عشرة، حتى هربت من المنزل الوالدي، لتتزوج من نجيب الشماس، الذي لم يكن أقل من الأب في فرض القيود عليها وحرمانها من مكاسبها. ومع أنها رزقت منه ابنها الوحيد صباح، لم تستطع الاستمرار في العيش معه في لبنان، الذي عادت اليه بعد زواجها من نجيب، فأقامت دعوى طلاق، وصدر الحكم بها من قبل المحكمة الروحية المختصة.

هنا لا بد من اعطاء رأي صباح كما أدلت به الى احدى المجلات الفنية حول زواجها الأول:

الرجل الأول كان نجيب الشماس، الزوج الذي قبلت به صباح ولم تختره، والفارق كبير بين الحالتين. كان في مثل سن أبيها، أو أصغر ببضع سنوات، ومثل هذا الفارق في السن، بين رجل يريد أن يستقر، وبين فنانة في بداية الطريق، وأوج الشباب والجمال، لا بد وأن يغرس في صدر الزوج أنياب الغيرة، هذا أمر طبيعي، والزوج في مثل هذه الحالة، يلجأ الى طريقة معروفة، يهرب بالمرأة التي أحب، الى حيث لا عيون، أو الى حيث يقل عدد العيون، تماماً كما يهرب الصياد، بسمكة شهية من مطاردة أسماك القرش، بالاستقرار على شاطىء بعيد.

ونجيب الشماس، اختار طرابلس لاقامته. فالمدينة تبعد عن بيروت كثيراً. وبيروت هي البؤرة التي تتركز فيها أشعة الفن، وصباح كفنانة لم تقبل بالعيش بعيداً عن العاصمة والقاهرة والفن، فطلبت الطلاق.

الشيخ عبد الله المبارك

بعد طلاقها من نجيب الشماس، وافقت صباح على الغناء في ملهى طانيوس في عاليه، وكانت تسعى الى أن تكون اطلالتها بمثابة مفاجأة للناس والمهتمين بشؤون الفن. وكانت هي المرة الأولى التي تتحمل مسؤولية عملها الفني كاملة.

في هذه الفترة، سرت شائعة حب ربطت بينها وبين أحد أثرياء العرب. وبالفعل لم يطل الأمر حتى تزوجت صباح من الثري الكويتي الشيخ عبد الله المبارك، ودام هذا الزواج شهراً واحداً، تم بعده الطلاق بسبب عدم قبول صباح اعتزال الفن بناءً على طلب زوجها.

بعد الطلاق، انتقلت مجدداً الى القاهرة ليتزاحم عليها نجوم السينما الشباب، وكبار المخرجين.

عازف الكمان أنور منسي

اعتادت صباح أن تغني، واعتاد أنور منسي أن يرافقها مع الفرقة الموسيقية بالعزف على كمانه، ومن خلال اللقاءات المتتالية، كان أنور يبادل صباح الاعجاب الذي تحول في ما بعد الى حب.

وبدا لصباح أنها وقعت في الحب مجدداً، ففي الوقت الذي كان أنور يرافقها بعزف لحن جديد لأغنية ستؤديها في فيلم بعنوان "لحن حبي"، اتخذت القرار بالزواج منه.

تم الزواج بينهما، ورزقت منه ابنة دعتها هويدا، نسبة الى أغنيتها اللبنانية الناجحة "يا هويدا هويدلك". غير أن هذا الزواج انتهى أيضاً بالطلاق لأسباب منها أن أنور كان يحب المقامرة، ويضرب صباح عندما ترفض أن تعطيه المال اللازم للمقامرة.

وهناك من يعزو أسباب الفشل الى أن أنور كان فناناً، أي أقرب الى حقل الزوجة الصغيرة من غيره، كما كان وسيماً، أنيقاً للغاية، ميالاً الى المظاهر، ومنها السيارات الفارهة، وهذه كلها صفات لصالحه، وتزوجا بعد قصة حب قصيرة، ولكنها واعية، وكانت صباح أيضاً بزواجها من مصري، ترغب في توطيد دعائم اقامتها على أرض مصر. هذه الحيثيات كلها جعلت عازف الكمان البارع، أنسب الأزواج، ولكن أعماق أنور كانت مطوية على أحلام كبيرة، أولها أن يصبح ممثلاً الى جانب كونه عازفاً، ولعل هذا هو السبب، في أنه ظهر كثيراً في الأفلام، ليؤدي نفس دوره في الحياة، أي عازف الكمان، وخاصة في أفلام أنور وجدي، حيث كانت الكاميرا تركز عليه، وهو يعزف على الكمان في مقدمات أغاني ليلى مراد!

ولكن قطار التمثيل توقف به عند هذه المحطة الأولى، في حين انطلق بشريكة حياته، الى المحطات التالية بسرعة الاكسبرس. وكلما ارتفعت كفة نجاح صباح درجة، شعر أنور بالتالي، أن كفته تهبط بنفس المقدار، واذا كان نجيب الشماس قد هرب الى طرابلس، فهروب أنور كان الى المقامرة.
ومن هذه الكوة، أطل الخلاف على الشقة السعيدة المستقرة على شاطىء النيل، وغادرها أنور ذات صباح بعد شجار، الى شقة مفروشة في وسط المدينة. وبعد أسابيع تم الطلاق.

المذيع أحمد فراج

بعد طلاقها من أنور منسي، طلب الى صباح أن تلعب دور البطولة في فيلم "امرأة وثلاثة رجال"، الذي ظهر فيه أول مرة المذيع أحمد فراج، تريثت في القبول لتقرأ السيناريو، ولترجع من لبنان.

في أثناء وجودها في لبنان، سرت شائعة تقول بأن صباح ستعود الى زوجها الأول، ولكن ما ان عادت الى القاهرة حتى تبددت الشائعة، لتنتشر اشاعة أخرى تقول ان قصة حب تجمع بين صباح وأحمد فراج توجت بالزواج.

سارع الاثنان: صباح وأحمد الى نفيها، ولكن القصة كانت حقيقة، وصباح وأحمد تزوجا. ولعل الذي أعجب صباح بأحمد أنها، عندما التقته، وجدت فيه رجلاً يختلف عن كل الرجال الذين عرفتهم، فهو يحسب تصرفاته ويحترم نفسه، ومعنى هذا أنه اذا تم الزواج بينهما، فان سيحسن تصرفاته معها ويحترمها.

ومنذ الشهر الأول، بدأ لها الاختلاف بين عقليتيهما وطباعيهما، فهي فنانة وهو متدين. فقد طلب منها ارتداء اللباس المحتشم، والغاء رقة الصوت من أغنياتها، والابتعاد عن الدلال في تصرفها، وعدم تقديم المشروبات الروحية لضيوفها. وكان ينصت لمكالماتها الهاتفية، ويشك في كل تصرفاتها.

أحست صباح بالاختناق، وأدركت أن هذا الزواج لن يدوم، فرفضت فكرة الانجاب. وبعد ثلاث سنوات تم الطلاق بين صباح وأحمد في ربيع سنة 1963.

وما ان تم الطلاق، حتى قالت صباح بشكل مقتضب: "ان أخلاق أحمد وطباعه تختلف عن أخلاقي وطباعي. لقد حاولت أن أوفق بين ما يريده هو وما أريده أنا، فكانت النتيجة التي سببت الانفصال".

أما المذيع أحمد فراج فاكتفى بالقول: " كل شيء قسمة ونصيب".

الممثل رشدي أباظة

عادت صباح الى لبنان، لتستقر فيه، ولتشارك في أدوار البطولة في عدد من المسرحيات الغنائية التي كانت تقدم في هياكل بعلبك وبعض المسارح في بيروت والمناطق "كالشلال" و "القلعة"، أو لتشارك في أدوار البطولة في عدد من الأفلام السينمائية.

وفي مطلع شهر أيار 1967، استيقظت بيروت على خبر زواج صباح ورشدي أباظة. وكان الخبر بمثابة مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد، خصوصاً أنه لم يسبق القصة أية مقدمات تشير الى أن صباح في طريقها الى الزواج منه، وانما كل ما جمع بينهما هو العمل في فيلم سينمائي يدعى "ايدك عن مراتي".

عقد الزواج في المحكمة الشرعية بصيدا في الثاني من أيار 1967. وبعد يومين، سافرت صباح الى المغرب لارتباطها بعقد مسبق على احياء سلسلة حفلات غنائية هناك.

بعد أسابيع قليلة، عادت صباح من المغرب الى بيروت، فطلبت الطلاق من رشدي، الذي كان قد غادر بيروت الى القاهرة. وقيل كلام كثير حول رفض صباح لهذا الزواج، منه أن نجلها صباح كان أول المعارضين، كما أن مصالحها كفنانة أصيبت بأضرار، بل ان كلمة زعم أنها صدرت عن صباح، جعلت رشدي ينتفض انفعالاً، والكلمة تقول: " لقد تزوجت رشدي قبل سفري لأطلقه بعد عودتي".

ولم تتوقف الشائعات عند هذا الحد، بل قيل ان صباح تزوجته بالاكراه ، لأنه كان يلف ويدور حول ابنتها هويدا، فلم تجد وسيلة لردعه سوى الزواج منه.

النائب جو حمود

في صيف العام 1970 تزوجت صباح من جو حمود. انها وجدت نفسها في دنيا جديدة، ومع رجل يختلف تماماً عن كل الرجال الذين عرفتهم في حياتها.

رضيت صباح بالقيود التي فرضها عليها جو: أولاً لأنها أحبته. وثانياً لأنها كانت تشعر بأنه يحبها بجد واخلاص. ثالثاً لأنه لم يكن يقصر نحوها لا مادياً، ولا اجتماعياً. رابعاً لأنه لم يقف حائلاً بينها وبين نشاطها الفني، بل على العكس كان يوفر لها الأجواء التي تتمكن معها من أن تبرز فنها في أحلى وأرقى اطار. وخامساً وأخيراً لأنها شعرت بأنه شريك عمر حقيقي.

كانت أول اطلالة اجتماعية لهما في حفلة أقيمت في فندق "شبرد" في بحمدون، وكانت المناسبة تقليدها وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس، بعد أن قلدت أكثر من وسام عربي.

ضمت الحفلة الى وزير التربية الوطنية جوزيف أبو خاطر الذي قلدها الوسام باسم رئيس الجمهورية، الرئيس كميل شمعون، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وعميد المسرح والسينما في مصر يوسف وهبي، والمخرج هنري بركات الذي أمسك بيدها وهي على أول السلم السينمائي.

ومرت الأيام بينهما كالنسيم، بعد طلب من جو بالطلاق طوي بفضل مساعي الأصدقاء، صباح تعطي أوقاتها لحياتها الفنية، فتوزعها بين مهرجان وفيلم ورحلة سفر، وجو حمود يستأنف نشاطه السياسي والانتخابي، وفي كثير من الأوقات كان الزوج والزوجة يلتقيان في مسرح "المارتينيز".

ورغم هذا الانسجام الاجتماعي، كانت صباح تدرك أن الحياة الزوجية بينهما لا يمكنها الاستمرار، فكلاهما صاحب ميول مختلفة، وما ان انتهت الانتخابات النيابية سنة 1972، حتى انفصلا بصورة نهائية.

الفنان وسيم طبارة

عاشت صباح أياماً صعبة بعد طلاقها من جو حمود، وكانت الصعوبة تكمن في أنها كانت خلالها بلا عمل مسرحي، ولم يكن ممكناً لها أن تعد مسرحية جديدة بعد الانتهاء من عرض مسرحيتها "الجنون فنون".

في هذه الأثناء، طلبت منها صديقتها الفنانة ايفيت سرسق أن تشارك "فرقة السيغال" بغنائها، خاصة وأن الفرقة تقدم حفلات كثيرة في كل المناطق اللبنانية.

وافقت صباح لأنها وجدت نفسها أمام عمل فني متجرد يسليها ولا يرهقها. وبدأ العمل، ومن خلاله تعرفت الى وسيم طبارة أحد نجوم الفرقة البارزين.

لم يضيع وسيم الوقت، فأعلن لصباح عن حبه، ورغم ما أبدته من أسباب وأعذار لتصرف اهتمام وسيم بها، وتحول دون هذا الحب، الا أن الزواج تم في الثامن عشر من آب 1973.

يومها قالت صباح: "انه ليس زواجاً عادياً أستطيع أمامه القبول أو الرفض. بل هي قصة حب لم أستطع أنا ووسيم مقاومتها، وهذا بالطبع شعور نبيل يجعل من زواجنا صرحاً لا تزعزعه الأعاصير".

مضت سنوات على زواجهما، فبدا أن الحب بينهما قد هدأ بعض الشيء. وفجأة ودون سابق تصور وتصميم، أعلنت صباح انهاء علاقتها بزوجها وسيم تمهيداً للطلاق، والسبب تقول صباح: " لقد اكتشفت أخيراً أن وسيم بات يهتم بنفسه أكثر مما يهتم بي، وأن الحفلات المسرحية التي أقيمها هنا وهناك لم تعد من اختصاصي انما من اختصاص وسيم. وأن طموحه الفني لم يعد يكفيه، بل يريد أن ينطلق انطلاقة عالمية في الاخراج بعدما شجعه على ذلك عدد من السينمائيين الأميركيين. وقد اختلفت معه في كندا، فتركته هناك، وتوجهت الى لندن".

وما ان وصلت صباح الى بيروت، آتية من لندن، حتى كان الطلاق قد تم بينها وبين وسيم.

الملحن بليغ حمدي: قصة زواج لم تحدث

في الواقع، ان زواج صباح من الملحن المعروف بليغ حمدي لم يتم، انما كان شبه مزحة تمت في احدى السهرات التي كان يلتقي فيها عدد من الفنانات والفنانين ورجال الصحافة في منزل المطربة سميرة سعيد. القصة رواها الصحافي محمد بديع سربيه الذي كان حاضراً، فقال: "حملت القلم وأخذت أكتب ما يملى علي من الحاضرين، ومن الثلاثة الذين أبدوا استعدادهم ليكونوا معي شهود العقد، وقد وقعوا عليه فعلاً، وهم: الفنان هاني مهنا، والمنتج التلفزيوني ابراهيم أبو ذكرى، والصحافي سيد فرغلي. ووضعت العقد أمام صباح، فوقعت عليه، وناولته بليغ حمدي لكي يوقعه ويحتفظ به، ولكنه وقعه وأعاده الي، فوضعته في جيبي، في الوقت الذي انفجر جميع من في السهرة بالتصفيق، وقامت سميرة السعيد ترقص وتزف العروسين".

سبق ذلك كلام بين صباح وبليغ حول موضوع زواجهما، اذ كانا ينويان الزواج يوماً ما.

ويضيف محمد بديع سربيه قائلاً: "وكانت وثيقة الزواج ما زالت في جيبي، وغادرت القاهرة الى بيروت، وما كدت أصحو في اليوم التالي، حتى كانت الدنيا كلها تضج بخبر زواج صباح وبليغ الذي لم يتم. وفي المساء اتصلت بي صباح، وطلبت الي أن أكذب خبر الزواج، وقالت: انني اقدر بليغ كصديق وزميل، ولكنني لم أعد أفكر بالزواج، والحكاية كلها مجرد هزار في هزار".

المطرب فادي لبنان

في جلسة جمعت صباح برئيس تحرير"الشبكة" في أحد أجنحة فندق شيراتون في القاهرة، وفي حضور فادي لبنان، كشفت صباح السر وقالت: ما تعودت الا الصدق خصوصاً مع مجلتي الأثيرة "الشبكة"، لذلك أعلن لكم أنني تزوجت حقاً الفنان الشاب فادي قنطارالمعروف بفادي لبنان. ووافق فادي بهزة رأس سعيدة قائلاً: وأخيراً تحقق حلمي وفزت بصباح.

وقد تم الزواج في لندن بتاريخ 18 آذار 1987. واستمر 15 سنة لينتهي بالطلاق "في عيد العشاق والحب". وكتبت مجلة ألوان في عددها رقم 867 الصادر في نيسان 2002 (ص 27 و 28) : صباح تقول عن ذلك: لم يكن الطلاق فقط بسبب ابتعاد فادي عني لبضعة أيام، فأنا افكر في ذلك منذ عامين، وكنت أعرف بحدسي أني واصلة الى هذا اليوم، اذ صار فادي ينشغل عني مع أصدقائه وفي البحث عن مستقبله.