Said Akl

لبنان في شعر سعيد عقل - منشورات جامعة اللويزة

مقدمة السفير فؤاد الترك

سعيد عقل، هو المجرد من الألقاب والتسميات والنعوت ليصبح الاسم وحده النعت والتسمية واللقب، والمعتذر عن تقبل الدكتورا الفخرية التي شاءت جامعات عدة منحه اياها، وعن تقبل الأوسمة الرفيعة اللبنانية والأجنبية التي عرضتها عليه دول عدة، هذا المتربع على عرش الشعر والنثر، وهذا الأمير على المنبر، هذا العالم والفيلسوف واللاهوتي، المتعدد المعرفة والنبوغ والعبقرية، هذا الشلال من القيم والشيم، هذا المفتون بثالوث الحق والخير والجمال، هذا الذي أخذت عنه الأجيال أن لبنان لا يقاس بالديمغرافيا والجغرافيا بل بالتبادع وبالجودة والنوعية والاشعاع وبمدى قدرته على الاسهام الحضاري، وبالطموحات والرؤى، وأخذت عنه كيف تحلم وكيف ترنو دوما ً الى ما هو أسمى وأرقى، والى ما هو تجدد وابتكار واستضاءات عقل، وكيف نحب هذا اللبنان، مقيما ً ومنتشرا ً، وأخذت عنه كيف تكون النبالة والمثل العليا، وكيف تكون الكرامة، وكيف يكون الكرم، وكيف تكون النصاعة والنقاوة، وكيف تكون نظافة الكف، وشمخة الرأس.

وأخذت عنه ان لا تتحكم فينا شهوة المال ولا شهوة السلطة ولا شهوة الجسد، وأخذت عنه أن الحاكم العظيم ليس ذلك الذي اعتنق مبدأ "أن السياسة فن الممكن بل أن السياسة فن المستحيل"، وأخذت عنه كيف تتجاوز طوائفها وأنانياتها ومصالحها لتلتقي جميعها عند الاله الواحد الأوحد، الصمد، وعند هذا الوطن الذي اسمه لبنان.

وباختصار انه توأم لبنان.

وخير ما يمكن أن يقدم بمناسبة مئويته، هذه الباقة من شعره لتظل أبياتها تتردد على شفاهنا وشفاه أجيالنا المقبلة، فتنفحها القيم والمثل العليا وحب لبنان.

هنيئا ً لأمة أنجبت شاعرا ً كبيرا ً وهنيئا ً للبنان الذي أبدع هذا الشاعر.

من كتاب "كما الأعمدة"

لي صخرة

من أين، يا ذا الذي استسمته أغصان، من أين أنت، فداك السرو والبان؟
ان كنت من غير أهلي، لا تمر بنا، أو لا، فما ضاق بابن الجار جيران!
ومن أنا؟ لا تسل. سمراء منبتها في ملتقى ما التقت شمس وشطآن
لي صخرة علقت بالنجم أسكنها طارت بها الكتب قالت: تلك لبنان!
توزعتها هموم المجد، فهي هوى ً، وكر العقابين تربى فيه عقبان
أهلي، ويغلون، يغدو الموت لعبتهم اذا تطلع صوب السفح عدوان
من حفنة وشذا أرز كفايتهم زنودهم ان تقل الأرض أوطان
هل جنة الله الا حيثما هنئت عيناك؟ كل اتساع، بعد بهتان
هنا على شاطىء أو فوق عند ربى ً تفتح الفكر قلت: الفكر نيسان!
دنيا الى نقطة شدت وما هرقت دما ً، ألا ان خلق الحر سلطان
كنا، ونبقى لأنا المؤمنون به وبعد، فليسع الأبطال ميدان

الا للبنان ما دانوا وما احتكموا

ما لي أغنيك؟ أهلي النور منبتهم عالون كالأرز جار الله، ما رغموا
ما نكسوا هامة ً الا لخالقها الا للبنان ما دانوا، وما احتكموا
في اثرهم أنا دنياي الجمال وان باعدت، فالسفح من لبنان والقمم
الا اليك الهي ما مددت يدي أجوع؟ من شرفي خبز ومغتنم
ويوم مر ببال أن تكون لنا يراعة بالهدى والنبل تضطرم
على السنى، وعلى شك القنا ربيت على الزئير، أوانات الحمى أجم
ظننت شعرك فخر الدين، منتهرا ً: "جنود عنجر، هذا يومها الهمم!"
يسخى فيسخون، قلت السيف في يده يسخى وتلتفت القيعان والرجم
حرمون في الأفق يروي عن بطولتهم، صنين يغوى بهم تيها ً وينسجم
لله ما ماد من برج، وزلزل عن سرج، ومن قضموا رمحا ً ومن قحموا
هم الأولى أخذوا عن راسياتهم أن القلاع، وأن الراسيات هم!
حتى اذا قال "كفوا، قد عفوت أنا، بحسبي النصر، ما لبنان منتقم"،
تلاحظت من أساها الخيل، صاهلة ً، وفتتت، كاظمات غيظها اللجم،
لكنما عبسة من حاجبيه طغت، فعادت الخيل كالفرسان تبتسم!...
(من قصيدته في شبلي ملاط)

ومن عندنا المجد

ولدت، سريري ضفة النهر، فالنهر تآخى وعمري مثلما الورد والشهر
وكان أبي كالموج يهدر، مرة ً يدحرج من صخر، وآنا ً، هو الصخر!
وقد علماني الحق، ما الحق؟ دفعة كما السيل عنه انشق، واخضوضر القفر
وعمر شرار ليس يأسن ينتخي على الصعب، فهو الشرد والبرد والحر
وأنك خط كالشهامة واقف اذا انهار ظهر الناس أنت لهم ظهر
وما قلم بالكف ان لم تهم به مواض وتحسده الردينية السمر !
توحد من من حزه طاب حبره، ومن بتلقي طعنه افتتن الصدر،
أنا عنهما ذيينك الشائلين بي أخذت ولم أسكر، وبي تسكر الخمر!...
كأني بين الموج والمجد ساكن، وداري بنت الصبح ما شابها عصر
لئن تحك عن نهر، فشطر قصيدتي يطل، وهز السيف يكتمل الشطر!...

أغني أنا لبنان أجمل ما شدا كناري غصن رق، لكنه نسر...
وأنت تغني رقعة ً من جبالها جبال، عليها، متعبا ً يتكي الدهر
اليك بنفح الأرز جما ً بعثته، وعلق عود الله في الأرز. فالنقر
وشيك. كن العواد واضرب بريشة على موعد مع مثلها العمر والغمر
ومن عندنا المجد الذي المجد بعضه اليه رنا من ألهم السفر، والسفر
فلم يعطه من سار بالشعر لاهثا ً ولكنما من جاء يقصده الشعر
(من قصيدته في شولوخوف)

أنت من لبنان

أفأنت من لبنان نسج غمامة أو صوتها، تلك المكوكبة اللها؟
أو سكرة الازميل نزل مفردا ً، في بعلبك، على يدي ربً سها؟
أنا بعلبك لي... ولي هند الملا أغرودتا بال اذا الوتر اشتهى:
أغنية الحجر استفاق الى العلى، أغنية الشعب استقام فنزها
تلك السمو وهذه الرفق اعتبر، يا خاطري، ورد الجمال تألها!
هنا خصرنا الصخر أعمدة ً، على افريزها انتحر الزمان مولها
وهناك قدوا النفس كونا ً مفعما ً بالله أروع ما أباح، وما نهى
هنا الضياء، مجمدا ً ومقدما ً للشمس ان شحت، لقلبك ان وهى
يعطي ويرفع، ما يد ان قلدت أختا ً لها؟ طاب التفرد مجبها!
ولأعمد ينهضن، يحملن السما بدع الجهالة هن أو بدع النهى
وجنون ربك فوق عقل عباده الا الأولى جعلوا الحجارة نبها...
وهناك أجنحة السلام تخطها في الأفق أقلام ترفع عن جها
من بعضها كان البياض، وقلبها والبعد حاضرها تشعع أوجها
(من قصيدته في نهرو)

وواحد مجد لبنان

وواحد مجد لبنان الذي أخذت عنه الحضارة ما لولاه لا حضر
جبيل، بيروت، صيدون، طرابلس اطارها البدع أو لا كانت الأطر
ان مس ذكر لقانا أو لصور سنى مس الكمال رؤى التاريخ والعبر
أو خمشت لمعة من بعلبك أسى توجعت مهجات الحسن تنفطر
أقسم البيت؟! ماذا! الانتصار سدىً!؟ ماذا؟! دماء رفاقي في الفلا هدر!؟
لبعض لبنان ناضلت؟! اشهدي شيمي، كما السواحل هاتيك الربى الخضر
شمالهن، الجنوب، القلب، تلك سما بالي لتبقى، ويبقى الرمل والنهر
ووحدهم أهلها أغلى على كبدي منها كعيني أغلى منهما البصر
جميعنا لفحتنا الحرب: ذاك بما قاسى، وهذا بقصد الموت يبتدر
ولن أفرق، ناسي الناس لا بعدوا كذا الينابيع، مائي الماء لا الكدر
ولست أخسر نصرا ً هز أعمدة ً لبنان منشطر؟ لبنان مندحر!
افتن بشعرك لكن قل تحطمه ممن غووا وبذمات العلى كفروا
لوحده في العداوات الدخيل جرى بباله غصب أرض تربها الطهر
وان نكن لربى ً خضر شمخن هوىً شطً، وقمات صخر ليس تنكسر
معاندات، لها في الله، والتفتت دوما ً، الى الله، قل هل بعدها خسر
بل سنبقى، ويبقى فوق صخرته لبنان، قهار من ما غيرهم قهروا
وقال من خطر نمضي الى خطر ما هم؟ نحن خلقنا بيتنا الخطر
(من قصيدته في شفيق معلوف)

عندما ظهر الله في لبنان

قال: يا ساعة، فري من غد هكذا يطلب لبوجه العذوب
يومها، فوق ربى ً من عندنا، ظهر الله، وما عاد يغيب!
الجنوب؟... اشمخ به رأسا ً رضى ً، كان لبنان اذا كان الجنوب
(من قصيدته في أنطون قازان)

ولبنان منه تتعب الأمم

اثنان أهواهما: نبل بشعرك لم يتعب، ولبنان منه تتعب الأمم
حملت غصنا ً من الأرز، استظل به أو رعمسيس أو الوفاد من عظموا
أو من نماهم ثرى لبنان، مبتدع البداع: من نثروا الدنيا، ومن نظموا،
به ألف جبينا ً لا الشموخ حكى أغلى ولا العود غناه، ولا النغم
لبنان نحن! وها نحن الشهود لها، ندين، يوم انتصاف، ليس نتهم
الحب، نحن شرعنا، الحسن، نحن بدعنا البغض، نحن قطعنا أنه العدم
جبيل قالت بقاء النفس، واكتشفت ربا ً أبى لقضاء السيف يحتكم
الليل لولا سراها غربة قتلت والشمس، لولا هواها، وهم من وهموا
عملاق مصر، اذا أعوزت في خلد فضم من خلدنا ما شاءت الضمم
من زهر لبنان خذ عرشا ً، ومن قيم، لا زهر لبنان منان، ولا القيم
(من قصيدته في عزيز أباظه)

منانا رضى لبنان

شغفت أنا بالعنفوان، خبرته صنوفاً، وآخاني كما الغيمة المزن
ولكنني للعنفوان بمرقم تمايلت، قلت الطير مال به الغصن
ستكبر ان تهزم لأنك في غد سترجع رجعى السيف طيبه السن
منانا رضى لبنان، وجه خلوده، نضيع به كالشمس ضاع بها الدجن
وما هم أن متنا ولم نبلغ المنى كفى أن مشينا لا التواء، ولا هدن
غدا ً، في خطانا، يجبه الصعب نفسه بنون هم الأسياف مقبضها نحن
(من قصيدته في "جريدة صدى الشمال" التي احتفل بها في طرابلس)

على ريف لبنان نموا
حببتك، ما حبي الشهامة؟ ما الغوى بأهلي وبالقمات من جبلي الفرد؟
أقول: الحياة العزم، حتى اذا أنا انتهيت تولى القبر عزمي من بعدي
سليل الأولى قيلوا السيوف، رنت لهم جبال، وقال الحق: من بعضهم جندي
على ريف لبنان نموا مثلما نما الضياء، وسال الفجر في القمم الجرد
وأنى مضوا، ظلوا بلبنان قلبهم، ويصبو الى أرض العرين هوى الأسد.
يشرق شط أو تغرب موجة وهم عنفوان الصخر ليس الى شد.

من كتاب "قدموس"

سوف نبقى

سوف نبقى يشاء أم لا يشاء الغير فاصمد، لبنان، ما بك وهن
سوف نبقى لا بد في الأرض من حق ً وما من حقً، ولم نبق نحن

لبنان حدود السماء

عن قرى ً من زمرد عالقات في جوار الغمام زرق الضياء
يتخطين مسرح الشمس يعلين بلادي على حدود السماء

حملنا الهدى

جاء قدموس بالكتابة، بالعلم اليهم الى الأواتي العصور
وغدا ً، يعرفون أنا على السفن حملنا الهدى الى المعمور

أوروبا شقيقة قدموس

ما تقولين لو تسمى بلاد الغرب أوروب؟ لو تسمى باسمي؟
أعجيب؟ ونحن أول من حط بأرض كفا ً وطرفا ً بنجم؟

رسالة نور

أنا من أمتي رسالة نور تترك الوحش غير ذي أظفار
ما تكبرت، مشرق الأرض ساحي يوم أعطي، ومغرب الأرض ساحي

موطننا الأرض

نحن صيدونيون، موطننا الأرض ونأبى أقل ساح الحياة
نحن غير الغزاة ننزل قفزا ً فنخليه أنهرا ً وجنائن

صيدون أم الحضارة

نزرع المدن، نزرع الفكر في الأرض ونمضي في الفاتحين مثالا
وغدا ً، تعرف الحضارة في صيدون أما ً، فتنحني اجلالا

رسالة حب

ابعثوني، غدا ً، رسالة حبً من بلادي تفجر الأرض رفقا

نزرع لبنان

ومن الموطن الصغير نرود الأرض نذري في كل شطً قرانا
نتحدى الدنيا شعوبا ً وأمصارا ً ونبني - أنى نشأ - لبنانا

وطني الحب

أبلاد عقت، وظلت على العهد؟ بلادي أنا ولبنان عهد
ليس أرزا ً، ولا جبالا ً وماء ً وطني الحب ليس في الحب حقد
وهو نور، فلا يضل، فكد ويد تبدع الجمال، وعقل
لا تقل أمتي، وتنكر دنيا نحن جار للعالمين وأهل

صلاة على اسم لبنان

أعطنا، رب، قبل كل عطاء أن نحط التفاتة ً في سناكا
كل ما دون وجهك الجم وهم أعطنا، ربي، أعطنا أن نراكا
وترأف، يا أيها السعة الكبرى ترأف باللائذ المحتاج
وانصر القابسين من فيضك الهدية للكوكب الضلول الداجي
لألأت كل هضبة فوق لبنان تصلي، وهام كل فضاء
وتسامى مجامرا ً جبل الأطياب فافتح، يا رب، باب السماء

من كتاب "لبنان ان حكى"

تحت كل ترابه مفاتن مجد

هنا تحت كل ترابه مفاتن مجد
هنا الله شرع بابه وضمك ضمة وجد
هنا جبل، لا الأساطير أشهى ولا الشمس أبهى
أحايين يغري سهوله بفلً وورد
أحايين يلعب يغري البطولة برمية نرد؟

رجوع البحارة

الى البلد الوادع الأسمر،
نسيج الأساطير والذكريات،
وأغنية السفن المقلعات،
محملة الفكر للكائنات
وللأعصر!

الى البلد الحلو حيث الغمام،
بلون هديل الحمام،
أجد بياضا،
وأغنى افتراضا،
وأدنى صلاه،
الى مسمع الله!

الى البلد الحلو حيث التراب
غبار
ينفضه، في الاياب،
جواد البطل؛
غبار
تود الدول
لو ان لها منه غار!

الى البلد الحلو حيث التلال
ركام حنين
بناها الخيال؛
وحيث الفضاء
ضياء
يشع من الياسمين!
الى حنوة من أب
يظل، على الدهر حالم
بجزر له، وعوالم؛
فيرنو، جريحا ً وباسم،
الى المغرب!

من كتاب "رندلى"

سلاف العصور

أسكر؟ وأنت سلاف العصور، ونكهتها، وهي في المستهل
رنين حليك من لهو صيدون بالمجد في ليلة لا تمل
أباريقها خوذ العائدين من الفتح، والسكب من ذات دل
وندمانها السافطون الأولى يهيبون بالعزم أن يرتجل
يقولون:"يا بحر، يا بحرنا، لحدك قلنا: "انتقل!"فانتقل"
رنين حليك يوقظ صورا ً، وقرطاجةً، والعصور الأول
ويملأ أيدينا أنجما ً نذر على الناس منها الأقل
فان فاح زهر، فنحن الشذا، وان طاب شرب، فنحن الثمل

قمم كالشمس تلد النور

أنا حسبي أنني من جبل هو بين الله والأرض كلام
قمم كالشمس في قسمتها تلد النور وتعطيه الأنام
(من قصيدته" سائلين" التي ألقاها في دمشق وهي من ديوانه "كما الأعمدة")

من كتاب "نحت في الضوء"

هنا الصخر صك الملهمين

كأنما الشمس اذ وافت مكلمها قالت: أنا زنبقي كلمت والوردا
ورائع أن تضج الشمس في أدب لبنان ملهبه، واللهب ما همدا
كأن هنا الصخر صك الملهمين، كأن هنا على الشط غاص الله... وابتردا
ما وحدها أرضنا افتنت بساحلها وبالجبال أنيقات، ولو جردا
وقال نعرفها غيبا ً وتهجئةً هذي السماء التي صارت لنا بلدا

لا رأس أشمخ من هذا الذي حملت كتفاك، يختال فيه الضوء متقدا!
عقل عطية من أعطى، تقول به دنياه: زايدت، لكن فاقني زيدا
كأن به قمم التاريخ حاضرة دوما ً، لها سهمها في فكه العقدا
"لبنانك الدائم" استولت عليه ربىً، فردهن جبالا ً لعبا ً بمدى...
(من قصيدته في فؤاد أفرام البستاني)

ذكرتها، جدر تلك الدار، غضبته: باعوا، يقول؟! غلا من لا يباع، غلا
طمانت: لبنان يبقى، والألى صغروا ترابهم سوف يأباهم به نزلا
وأنت من؟ أنت ما الا الكرامة، ان عريت منها، أشحه وجهك الوحلا
حتى اذاهي ضجت فيك، خذك علىً، خذك الحضارة ضاءت، والهنا مثلا
أيام لبنان دنيا. العقل يقصده كي يغدو والعقل. صور، استذكريك ألى
صور العظام ذكرت؟ اعلول يا قلمي، منها بهاد كأن ما غيره وصلا.
(من قصيدته في عبد الله العلايلي)

بيروت

أم الشرائع؟ بل أم المبادىء.
بيروت لا، اعتمدوا الاك معتمدا
"الرأس عال" على أسيافنا نقشت.
تبقين، بيروت، رأسا ً عاليا ً أبدا!
على يدي انزلي، تاجي فردت به
وتحت أقدامك التاج الذي فردا!!

قانا، حيث أعلنت المسيحية

تحكي القرى... قال... قانا تلك أحلانا؟
بعض السما... قال؟... بل كل السما قانا!
من بعضها: أن بلبنان، ولا بسوىً،
شاءته يعلن دين الحب مرنانا
بها نلألىء لاهوتا ً فريد رؤى ً،
حتى لبال السما من بال لبنانا!
من بعضها: أن بعرس، لا بموجعة،
تأسس الدين سمحا ً ليس ديانا
انسانها بيت لحم جاء مفتتحا ً
عرسا ً بقانا... ونلقاه ويلقانا...
ردته قانا الى الدنيا، تعرفه،
بلى، الها ً بلى، من جاء انسانا !

طرابلس، زهرة الزمان

طرابلسي، يا هوى سكر بال
سألت؟... اختصرت العلى في سؤال!
وذيالك المجد ضج، لعهد
تلألأ كالشمس، واليوم، زال؟
معاذك منها!... وأنت لتبقي
وطرحه عرسك ريا الجمال!
ثلاث ممالك منا غوال،
على شطك ائتلفت في ارتحال
فيا أمها، هيئة الأمم، ارضي،
بها اقتبست، وبقيت المثال

ويا هيئة ً في طرابلس، اعلي...
له الحكم كنت عروس خيال
أطلي على هذه واخلعيك
عليها، لعري الغوى أنت، شال!
طرابلس لا لمهوى الضعاف،
طرابلس للمهام الثقال!
واما وصلت الى "ما الزمان؟"
فقلك تطلبت سر الكمال!
وهل جال لبنان في "ما الزمان؟"
مذ الأمس؟... لا، ومذ البدء جال
ونحلم... لو هو أنثى... وتحبل...
نولدها البدع زين الرجال!
طرابلسي، منذها أنت ناضلت
أن ما الزمان؟... اشمخي بالنضال
طرابلس، المجد لقمة لبنان،
فابقي لها القمح لذ، وحال...
أميرة، شمخة رأسك هذي،
لأبهى وأفتن مما يخال!
طرابلسي، للفرادة أنت،
اكبري، كل كبر سواك هزال!

بعلبك تحفة تحف الدنيا

أنا والجمال وأنت لم نعرف ظما،
يا بعلبك، وهل ظم الا انتمى؟
المجد، قبلك، لم يكن لعمارة،
فخذيه بات بقصفة لك مغرما
يا عظم أحجار رباع، كبيرها
حمل لحبلى، قال، جللها غمى
ألخيماء الحسن أنت! فمن بنى،
عنه فم الحجر الأصم تكلما...
ما جويتير، قنوس، باخس؟... حيلة..
لعب تمثلها لآلهة حمى!
ولبعلبك، اذا نغوص، رواية
تروى، فنعرف من تراه الملهما...
أوروب عزا ً بالكتدرال انسمت؟...
يا فن لبنان، اكتشفك بما انسمى!
"كليان"، يا ملك، الشموخ بأرزنا
أعليته، اسكنها ضلوعي هيما!!
لبنان، فتحك في البحار؟ وفي النهى!...
ويكون في رحب السما، لن تحجما!!
(من قصيدة عن بعلبك لا تزال مخطوطة)

صيدون والثلاثة العمالقة

لا لم تدانك في التاريخ حاضرة،
صيدون، أطللت، ما سيف، وما قلم؟
يكفيك أن عشتريم منك! شمس، خذي
عنها، وأن موخس منك، انجمي، نجم
وأن يتاغور، من كل العلوم له
تدين، كان ابنك، اغوي، وازدهي، قيم
ثلاثة كوكبوا عز السياسة، روح
العلم، نهي النهى، سكرى بها الرقم
لأنهم علمونا أن كرامتنا،
ولو على الموت، تلك الزهو والذمم!
وموخس من؟... من الأشياء عرفها،
أن ذرة ولها يوم... فتنقسم...
لتلك "توم"... فردوا في أتينة: "بل
آتومنا تلك، لا فك ولا رمم"
واليوم، ذرتنا فكت تكذبهم،
يا عقل صيدون، أنت الحكم والحكم
ومن يتاغور؟... قل : بداع من بدعوا،
عالون... راؤون... منه كلهم غنموا
هو الرياضي لم يسبق نهى ً وصبا ً
وحدسه الحدس معقودا ً له السلم
دروز لبنان، في جودات خلقهم،
هم نسله، أبدا ً، بروه ما ندموا !
سيوف لبنان هم ؟... قلها.. لتصدق لم؟...
له يتاغور فيهم أو صباه هم

من شعره في زحله

زحلة سماء

ومرتين عطيات الزمان هما يشاؤنا نلتقي لا يبخل العمر
على ربى كرمة أو ضفتي نهر له الهدير الذي ما زال يبتكر
أقول: خلك في لبنان، مرتعها تلك الطفولة نادى، والمنى كثر
يحبنا النهر، يروي أن منبتنا في حيثما نبت الشجعان والشجر
وأن زحل سماء، بعض أنجمها الشعر، الندى، الزنبقات، النخوة، الكبر
لها الفتوحات حيث الولد قد ملكوا لكنما العرش حيث الأم تنتظر...
(من قصيدته في شفيق معلوف)

بدمي دم من زحلة

زحل الصبايا موحيات قصائدي من طهرهن بنفسج وأكاسيا
زحل الرجال هنا وعبر البحر من هم مكملو عظماتهم أجداديا
وتقول لي، يوما ً، كلانا عابد زحل؟ اروها ضعفي بها وكماليا
الله، سيدة النجاة، هنا على شعب الكرامة كان أمرك ناهيا
لا ما سوى عالي الجبين، فان حكى حكت الكرامة ترتجيه مناجيا
لم في جميع الأرض يسمع بي؟ لأن بدمي دم من زحل خلتك راضيا
يا مجد، قلت؟ فقال زد ورم الدلال حسام زحل أنا، وزحل حساميا
(من قصيدته في راجي الراعي)

أنا من زحله أنا

أنا من زحله أنا صرحها العالي البنى
كلما هبت صباً نقلت عني سنا
نهرها الهدار بي - ملهبي ومهيب ببني النجب
يا رياحين الخميلة ومن الأسد الشبوله
هاكم ثدي البطوله والصعاب المستحيله
فانهلوا العزم سيوفا ً مرهفة واستبيحوا رفرفات المعرفة
واقطفوا من قبة النجم الجنى أنا من زحله أنا
عهدت لي بالشيم، والهمم زحل ينبوع النهى، أرض الأجم
طبت، يا غرس المطله ديمتي دمع الأهله

قل هلي غير أذله
أخذوا الوثبة عن هذي القمم ملأوا الأرض بسيف وقلم
وباثري حدهم حد المنى أنا من زحله أنا
نشيد الكلية الشرقية (1947)