Raymond Yazbeck

ريمون يزبك في عين الكاميرا يضيء التراث اللبناني

تراث لبنان ثروة حضارة وشهادة تاريخ
ريمون يزبك في عين الكاميرا يضيء التراث اللبناني

البيوت والقصور القديمة العريقة المشيّدة والمنثورة في القرى والمناطق اللبنانية ثروة حضارة وشهادة تاريخ، وخير شاهد على قدسية الحجر وطبيعته، تراثاً نفتخر به. ريمون يزبك فنان ذكي، العين اللاقطة، مرهف الإحساس العالي، يسعى الى الحفاظ على هذا التراث بأسلوب حالم مستعيناً بعين كاميرته التي لا تنام.

هو من رمحالا (قضاء عاليه) لكنه ولد في بيروت (1963) وكان يزور صيفاً بيت جده في رمحالا فيعاين قطف الزيتون ومشاهد الزارعة، ما ولّد في مشاعره حبّ الحياة في الجبل والتعلّق بالأرض، وخلال دراسته في المعهد الأنطوني (بعبدا) تأثّر بالأب مارون خوري ( كان ملماً بالتصوير ولديه مختبر أبيض وأسود) فتعلّم منه أصول فنّ التصوير. إلتحق بفرقة الكشاف. فبرزت موهبته في تصوير أفراد الفرقة. وفي التحضير لمسابقة في التصوير وتشجيع الأفراد على التصوير لقاء وسام يناله الرابح. وحيث إلتحق بالصليب الأحمر اللبناني تمّ اعتماده «المصوّر الرسمي» طوال عشر سنوات (1980-1990).

ولشدة تعلّقه بفنّ التصوير، انتسب الى جامعة الروح القدس الكسليك يتخصص فيه، ومنذ 1987 كرّس موهبته في خدمة الصحافة والأعمال الفنية (مهرجانات، مسرح، موضة، رياضة...) وهو رائد في التصوير الرقمي، ويتميّز باسلوب خاص مبتكر لتصوير الأعراس.

سنة 1993، حمل حبّه للحجر، امتطى دراجته النارية، و أخذ يجوب الواحات اللبنانية ويلتقط بعين كاميراه مناظر بيوت حجرية قديمة لا تزال في حالة سليمة، وخرفاً قديمة وأشخاصاً مسننين، فيكون أرشيفاً معجمياً للتراث اللبناني.

معرضه الأول (1997 – فوروم بيروت) كان فاتحة شهرته واكمل مشواره في التصوير مرّكزاً على نوافذ وشرفات البيوت القديمة (نحو 3000 نافذة ومندلون..) وعام 2000 تابع دورات في الـ «فوتو شوب» فتعلّم كيفية تصحيح الصورة وتحسين منظرها وأخذ يطبّق دراسته النظرية على صوره فيلغي تفاصيل تؤذي الصورة (شريط كهرباء، خزان للمياه، قسطل مكسور...).

معرضه الثاني «نوافذ الحرب في بيروت» (2000) كان لنوافذ شرفات مدمرة بالحرب، ولقي المعرض صدىً واسعاً شجّع صاحبه على المتابعة فواصل تصوير الحرفيين والمسنين والطبيعة اللبنانية الخلابة. وكان مقرراً افتتاح معرضه الثالث (صور بيوت قديمة عن ستين ضيعة في لبنان ) نهار الأربعاء 12/7/2006 ضمن مهرجانات بيت الدين، لكنّ أحداث تموز 2006 ألغت المهرجان والمعرض معاً.

في 9/12/2006 وقّع كتابه الأول «كنوز التراث: الحجر» ( في قصر سرسق العريق) وثيقة تختزل بالفوتوغرافيا - في كتاب ضخم أنيق الشكل رائع المضمون – قصصاً تاريخية تراثية عريقة وبسيطة. وارثاً غنياً يجمع بين سحر المساحات الخضراء والبيوت التقليدية ذات الطراز المعماري المتقارب (بيوت قديمة مبنية بالحجر تعود لأكثر من ستين عاماً ذات هندسة خاصة قناطر ومندلونات تعلوها قبب قرميدية ارجوانية، وواجهات ونوافذ وابواب وشرفات).

جمع الكتاب صوراً لـ 1300 منزل ولاقى لدى صدوره صدى كبيراً في لبنان وفي عالم الانتشار (سجلت مبيعاته المرتبة السابعة من مبيعات مكتبتي أنطوان والبرج). 
جديد ريمون يزبك، معرض «الحجر» La Pierre في Saifi Village (قرب غاليري «الوان») طوال شهر شباط 2007، ويحضّر حالياً لإصدار كتابين جديدين : «تعابير» و «الحرفيون اللبنانيون» ومشروع كتاب آخر عن لبنان بوجهيه المعاكسين.

أجنحة الأرز - شباط أذار 2007