Nazik Al Malaika

Arabic biography and some of the artist's arabic poems

شاعرة عراقية، واستاذة جامعية، وباحثة في الأدب العربي ونقده، ولدت في بغداد العام 1923.
تعلمت في مدارس بغداد فأنهت دراستها الثانوية سنة 1939، ثمَّ انتسبت الى دار المعلمين والمعلمات العليا، حيث تخرجت بإجازة في اللغة العربية وآدابها 1944 .
تابعت دراستها العليا عام 1950 في الولايات المتحدة الأميركية وتخرجت بشهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة «وسكنسن» العام 1954.
زاولت التعليم الجامعي في جامعة بغداد وكلية التربية في البصرة من عام 1954 الى 1969 ثم مارسته في جامعة الكويت من 1969 الى 1987.
لنازك الملائكة وزميلها الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب فضل الريادة لحركة التجديد في الشعر العربي الحديث، أو الشعر الحر الذي ظهرت بوادره في شعرهما ما بين 1947 و 1948 .
وقد كتبت عن ذلك في مقدمة ديوانها «شظايا ورماد» الذي صدر العام 1949.
ثم عززت نظرتها تلك بكتابها النقدي المتخصص «قضايا الشعر المعاصر» العام 1962، الذي أحدث ضجة في الأوساط الأدبية حينذاك.
حياتها كانت حافلة بالانتاج الأدبي تمثل في ستة داووين هي:
عاشقة الليل- 1947 / شظايا ورماد 1949 / قرارة الموجة 1957 / شجرة القمر 1968 / مأساة الحياة، وأغنية للإنسان 1970 / للصلاة والثورة 1978 .
وفي دراسات نقدية أهمها :
قضايا الشعر المعاصر 1962/ دراسة نقدية لشعر علي محمود طه / التجزئية في المجتمع العربي 1974 .
فضلاً عن مقالات وابحاث كثيرة نشرت في المجلات الأدبية ولا سيما في «الأديب » و «الآداب» والنص الذي اخترناه للقراءة هو من ديوانها «قرارة الموجة» .

دعوة الى الحياة من ديوانها «قرارة الموجة

إغضبْ، أحبُّك غاضباً متمرداً
في ثورة مشبوبةٍ وتمزُّق
أبغضتُ نومَ النارِ فيكَ فكُن لظًى
كن عِرقَ شوقٍ صارخٍ مُتَحرِّقِ
~~~~
أنا لا احبُّكَ واعظاً بل شاعراً قَلقَ النشيدْ
تشدو ولو عَطشانَ دامي الحلقِ متحرقَ الوريدْ
إني احبُّك صرخةَ الإعصارِ في الأفُقِ المديدْ
وفماً تصباهُ اللهيبُ فباتَ يحتقِرُ الجليدْ
اين التحرُّقُ والحنينْ؟
أنا لا أطيقُ الراكدينْ
قطِّبْ ، سئمتُكَ ضاحِكاً، إنّ الرُّبى
بردٌ ودفءٌ لا ربيعٌ خالدُ
العبقريّةُ ، يا فتايَ ، كئيبةُ
والضاحكونَ رواسِبُ وزوائدُ .
~~~~
إني احبّك غُصَّةً ، لا ترتوي
يَفنى الوجودُ وأنتَ روحٌ عاصفُ
ضحِكٌ جنُونيٌّ ودمعُ مُحرِقٌ
وهدوءُ قديسٍ وحسٌّ جارفُ .
~~~~
إني احِبُّ تَعطُّشَ البُركانِ فيكَ الى انفجارْ
وتشوُّقَ الليلِ العميقِ الى مُلاقاةِ النّهارْ
وتَحرُّقَ النبعِ السخيِّ الى مُعانقة الجِرار
إني اريدُكَ نهرَ نارٍ ما للُجتّهِ قَرارْ
~~~~
فاغضبْ على الموتِ اللعينْ
إني مَللتُ الميّتين.
 
أنا - لنازك الملائكة

الليلُ يسألُ مَن أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولففتُ قلبي بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألني القرونْ

أنا من أكون ؟

الريحُ تسألُ مَنْ أنا

أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنَى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإذا فضاءْ !

والدهرُ يسألُ مَنْ أنا

أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ

من فتنةِ الأملِ الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لي أمساً جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ مَنْ أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَلّ يحجُبُه سرابْ

وأظلّ أحسبُهُ دَنَا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ

عاشقة الليل - لنازك الملائكة

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ

أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ

جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ

حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ

ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ

* * *

هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها

أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا

ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا

ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا

آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا

* * *

جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ

وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ

فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ

وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ

فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ

* * *

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ

هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ

تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ

فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي

وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

* * *

ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟

أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟

أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟

أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟

عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء

* * *

طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ

لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ

فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ

آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ

فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ

* * *

عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟

ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟

مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ

مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ

ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ

* * *

أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ

فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ

قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ

ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ

فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ