Maroun Tomb

In Arabic - Articles and opinions

In Arabic - Articles:

أعطى مارون طنب في سنواته الأخيرة أفضل أعماله الفنية، حين سطعت في لوحاته أنوار كلّلت الحجر. ذلك النور الغريب الذي غمر المكان، كل المكان، ليصل الأرض بالسماء ولتشبه البيوت هنا على بياضها المترهب، النفوس القريبة من الموت، القريبة من الله. مارون طنب من الفنانين اللبنانيين الذي حصروا فنهم برسم مناظر الطبيعة اللبنانية والآثار القديمة دون سواها. كأننا به رسّام لبنان وطبيعته، واذا كانت لوحات طنب المائية حملت كل عناصر الطبيعة، فانه لا بدّ حملها أكثر مما فيها بكثير. حوَّت اللوحة شعراً أكثر مما نقلت واقعاً كأن مارون طنب هنا هو شاعر الطبيعة، أتى يترجم شعره عبر ألوان تشبه المكان المختار، وفي اقصى حالاتها، كانت الوانه على ضيائها، تفوق ذلك المكان. 
ايفانا مرشليان – النهار العربي والدولي

تتمحور لوحات مارون طنب حول أجواء الطبيعة اللبنانية وجماليتها فتتفاعل فيها العناصر بشاعرية وتنسج لنفسها ليس عالماً خاصاً فحسب. انما لغة خاصة ايضاً، فتميل لوحة مارون طنب يوماً بعد يوم الى سلام خافت وسكون حالم يبلوران روحانية مجرّدة وايمان نابع من بنية الفنان الذي عاش حنين الأرض بكل تفاصيلها الصغيرة منها والكبيرة، ولم يقبل بالطابع اللبناني مجرّد صفة، بل فرضه هوية تجد العودة الى الأرض والايمان بها كموئل للراحة والأمان والعطاء، لوحاته تؤكد على الاندماج الروحاني مع الطبيعة والأرض فتمازج ألوانه وخطوطه بسمفونية من الشاعرية تناغم فيها موسيقى تتخطى الاطار والزمان لتشملهما معاً في زاوية من وعي الإنسان. 
العمل

سنوات عدّة مرّت على غياب الفنان مارون طنب، ولوحاته تبدو وكأن مادة اللون لم تجفّ على القماشة، فمن لوحة الى اخرى، يطل المنظر ندياً منعشاً وخافتاً بانفعالات الفنان لكل ذرّة. إنه برهان حيوية مارون طنب وبثّه لوحاته شيئاً من رئته. عند المائيات المزهرة بألف ربيع، الحبريات الدقيقة الصنع كيد مطرزة ماهرة، والزيتيات المولودة من يد تتقن لعبة الألوان المائية واثيريتها. يخيل أن صانعها بينها لم يفارق. فنبضاتها من نبضاته وندواتها من نظرته الفتيّة للأرض. تلك النظرة التي تتجاهل الشتاء وتتشبّث بالمواسم الخضراء الخصبة، ريشة مارون طنب، كأنها توقفت لحين، فما من مشهد الا يعد برؤى لاحقة. فلا عمل إلا شتله بالزمان والمكان مشبعاً بالحنين. عبر قناة الفنان الباحثة أبداً عن الزوايا المسببة للاشتياق والأسرع هرباً من الذاكرة. فثبّتها على قاعدة ورقته دون ان يتناسى فعل الهواء و الوقت على دينامية المشهد. وأشعل الضوء دون أن تحيد عنه لعبة الظلال البنفسجية المهدئة للنور وبياضه. 
مي منسى – جريدة النهار