إيمان حمصي السيّدة التي جعلت القانون يخضع لأصابعها
إيمان حمصي السيّدة التي جعلت القانون يخضع لأصابعها
الثلاثاء 23 نيسان 2013، آخر تحديث 13:58 جوزيف بو جابر
إنها "سيّدة القانون" التي غلبت مواده الوترية بإبداعها إلى أن غلبها أخيراً الموت بعد صراع مرير .
هي إيمان حمصي المرّ المعروفة فنياً بإسم إيمان حمصي والرائدة في العزف على آلة القانون حيث كانت تنقّل أوتاره بين أصابعها العشرة بحسب تقنيات خاصة طوّرتها بنفسها نتيجة عشقها لهذه الآلة الموسيقية من دون إهمال الطريقة التقليدية في العزف عبر إستعمال إصبعين .
ولدت إيمان الحمصي المرّ في لبنان عام 1967 وبدأت العزف على آلتها المفضّلة بعمر سبع سنوات وإجتهدت وثابرت إلى أن أصبحت أهم عازفة قانون في بلدها بعد أن تخرّجت من المعهد الموسيقي الوطني العالي في لبنان عام 1991، ونالت شهادة الدبلوم في العزف على آلة القانون ، وتباعاً نالت شهادة الدبلوم في الهندسة من أكاديمية الفنون اللبنانية عام 1994.
ومنذ إطلالاتها الأولى مع السيدة فيروز أصبحت "سفيرتنا إلى النجوم" تصرّ على مشاركة "سيّدة القانون" جميع حفلاتها حباً بها وإعجاباً وتقديراً منها ، ومن جهتها إيمان كانت تلغي وتؤجّل كل إلتزاماتها لتشارك في حفلات فيروز ، كما أطلت إيمان مع الفنان مارسيل خليفة في حفلاته الغنائية والموسيقية والذي كان يخصص لحمصي وقانونها جزءاً كبيراً من حفله .
وطبعاً لا ننسى إطلالاتها في كل حفلات الفنانة غادة شبير ، وبعض حفلات المؤلف الموسيقي شربل روحانا ، كما وأطلت إيمان في حفلات كثيرة في لبنان وبعض الدول العربية والأجنبية ، وشاركت في العديد من المهرجانات العالمية في أوروبا ، آسيا وإفريقيا كعازفة منفردة (مهرجان البستان العالمي للموسيقى في لبنان، والبحرين، وبيروت، ومعهد العالم العربي، وباريس)، كذلك بصفتها عضو في أوركسترا المعهد الموسيقي الوطني العالي اللبناني ، وعزفت أيضاً في العديد من التسجيلات تتضمن الموسيقى العربية .
لم تكن إيمان حمصي المرّ تجلس إلى القانون لتعزف على أوتاره بل كانت تبدو كأنها أمّ تحتضن فلذة كبدها فتفيض عزفاً وتقسيماً وإبداعاً وإذ بقانونها يغنّي ويطلق الروائع .
هي المرأة التي عشقت آلة تجنّبها كثيرون من العازفين الرجال نظراً لصعوبتها ولأنها "قانون صارم" بحيث إرتكاب أدنى خطأ هو أمر مرفوض تماماً ، ولكن إيمان ميّزت عزفها من خلال الوعي التقني الكامل للآلة وشروطها والإحساس العميق جامعة بين الكلاسيكية والحداثة والطابعين الشرقي والغربي .
كانت إيمان قبل رحيلها تتحضّر لإصدار أسطوانة جديدة بعد أسطوانتها السابقة "اللورد قانون"، تضم مقطوعات ومعزوفات، تتراوح بين الإستعادة والتأليف ، لكنّ الموت غافلها.
ويبقى إسم إيمان حمصي المرّ إسماً راسخاً في تاريخ الفن الأصيل بعد أن حمل قانونه الخاص والمختلف عن كل قوانين الأرض ، قانون الموسيقى والمحبة والإبداع ، بحيث سيبقى على مرّ السنين في ذاكرة كل متذوقي الفن الراقي وكل من أطرب بعد أن كان له شرف سماعه