poets-writers

Afifa Karam

poet and writer

عفيفة كرم

المرأة في لبنان وما تتمتع به من حرية في التفكير والتعبير العمل والحقوق الكاملة المتساوية بحقوق الرجل... جعلت ان للنهضة الأدبية في العالم العربي كان لها دوراً فعالاً وثورياً رائداً في عالمنا هذا وفي الشرق المتوسط وعالم الاغتراب من مصر الى اوروبا الى الأميركيتين...

فكان للمرأة مكانها في جميع الحقول الاجتماعية والأدبية والفنية الخ... وقد برعت المرأة في شتىّ الحقول:

الصحافة، الطب، الهندسة، الشعر، الفن الخ... كجميع اللبنانيين في عالم الاغتراب كان لهم أقوى الحنين للبلد الأم لبنان، بلدتهم اقاربهم ذكرياتهم الخ...
موضوعنا اليوم الأدبية عفيفة كرم من عمشيت وقد قيل فيها الكثير.

عرفت عمشيت العديد من الأقلام التي كتبت في الصحافة او انكبت على التأليف الشعر... واهمهم دون شك عفيفة كرم، نابغة وعبقرية. ولدت عفيفة كرم في عمشيت في 26 تموز سنة 1883 من والد طبيب الدكتور يوسف صالح كرم ومن والدتها فروسينا حبيب شربل من البترون.

كان والدها محباً للمطالعة واكتساب العلم... وكانت عفيفة تسير على خطى والدها محبة للثقافة والمعرفة والعلم والنور.

كانت أجواء بلدة عمشيت استثنائية قلّ مثيلها في الحقل الثقافي، فأصبحت قبلة الأنظار ومنارة المنطقة ومحط الكثير من الكتّاب الأجانب المستشرقين واللبنانيين.

وكان في عمشيت العديد من المدارس المحلية يرتادها أبناء البلدة.

بعد وفاة والدها عاد نسيبها حنا صالح كرم من المهجر، فتزوجا وكان عمرها آنذاك 13 سنة ورافقته الى اميركا مع والدتها واختها في لويزيانا. وكانت احوال زوجها التجارية حسنة وميسورة. إنكبت على مطالعة كل ما يقع تحت يدها من مؤلفات.

بدأت تطالع مستعينة بمبادئها المدرسية، جريدة الهدى، وبدأ ينمو فيها حبّ الكتابة. وقد خصصت قلمها لمساعدة المرأة السورية في الوطن والمهجر، على الترقي، ففي قلمها السيال وجدت بعض العزاء، وعندما كانت تضيق بها الكلمات والمفردات تلجأ الى الدين، فهي متدينة ومؤمنة الى حد إعطاء الأمثلة والرموز، والتعابير المنتقاة من الكتاب المقدس أكثر من ان تحصى. وعفيفة كرم تلك " المحسنة العظيمة" ساعدت الكثير من فقراء المهجر وتبنَّت العديد من أولادهم اليتامى و غير اليتامى ايضاً وعلّمت البعض على نفقتها الخاصة.

عفيفة الصحفية:

إتخذت عفيفة كرم من الصحافة المهجرية منبراً لها لتقول كلمتها وتدافع عن المرأة بدءاً من أول مقال كتبته في "الهدى" حتى 1924 سنة وفاتها.
في العام 1922، أصدرت مجلة خاصة بها اسمتها "المرأة السورية" وهي مجلة اسبوعية، راقية تضمنت إرشادات طبية وإرشادات في التدبير المنزلي.
ولم يمض عامان على ذلك حتى أسست مجلة شهرية أخرى اسمتها "العامل الجديد" لتستوعب المقالات والدراسات التي لا تستوعبها مجلة اسبوعية نسائية.

وفاتها:

تابعت نضالها هذا بهمّة ونشاط، ولم تبرد همّتها الا مع اشتداد الألم الذي كان يزداد حدّة شهراً بعد شهر. الى ان لزمت منزلها والفراش مع اوائل شباط 1924، وبعد معركة طويلة مع المرض وافتها المنية في 29 تموز 1924 في لويزيانا حيث دفنت هناك في مقبرة القديس يوسف التابعة لكنيسة الروم الكاثوليك.

كان لوفاتها الأثر البالغ على جميع من عرفها.
ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما كتبته جريدة : شريفبورت تايمز"

كتاب عفيفة كرم حياتها وأعمالها بقلم د. بربارة يوسف بدوي

The Sudden death of Mrs. Karam John, author writer, translator, was doomed to be cast in the hearts of her many friends in this and her native land, but her gain in our loss and therefore we mourn, a true friend, a devoted wife, a fond sister and loving aunt, she has gone to a better world to receive the crowns of friends, wife, sister and aunt.

For this we rejoice.

Her example should reflect in a magnitude sufficient to inspire others to follow in her noble success. Our departed friend shall never be forgotten and we shall ever deem it a happy privilege to revere her memory. To her bereaved family, she left the precious heritage of a spotless and noted name that will be a proud possession for life and her friends she has bequeathed a memory of love, sincerity, and steadfastness that they will carry with them to the end.

Though a great void has been created in the lives of all who have been privileged to enjoy her intimacy, yet the thought of what her friendship meant to them will be in inspiration to higher things.

Afifa smile is gone

Thy sweet voice is hushed, and thy Precious head is cold forever.
The blooming flower plucked by the reaper will make heaven still sweeter.

Peace by thy soul, gentle friend, loving wife, sweeter sister and kind aunt. The good God who has thee to as has recalled thee to the heavenly home. Thy cheering example shall be to us to the promised lands, there to be reunited to thee in the bosom of our Father”.
 
Reference: Dr. Barbara Badawi

لقد كانت عفيفة كرم خير مثال للجهاد اللبناني الخلاّق وللعصامية والجرأة واحتقار المصاعب كانت تجسّد حبّ اللبناني لبلاده مهما نأت له الدار او شطّ به المزار.

أنجازاتها:

لم نستطع التوصل الى معرفة كل ما قامت به عفيفة كرم من انجازات إن على الصعيد الإنساني وإن على الصعيد الاجتماعي أو السياسي اوالأدبي. كانت أعمالها تتسم بالغموض لأنها لم تقم بها بهدف الشهرة. ساهمت بوقتها وجهودها ومالها لبناء "الميتم السوري" واستمرت بعد انشائه بارسال الأموال واللحف دعماً منها للأيتام السوريين.

ساهمت في بناء كنيسة للموارنة، تبَّنت الكثير من الناس غير اليتامى الذين دعمت مسيرتهم في المهجر.

رواياتها المؤلفة:

كتبت عفيفة كرم بادىء الأمر قصصاً صغيرة احتلت صفحة او صفحتين من الجريدة، ثم انتقلت الى كتابة القصص المتسلسلة التي انفردت بنشرها مجلة الأخلاق . ألفت ثلاث روايات: كانت "بديعة وفؤاد" ثم تلتها
"فاطمة البدوية" واخيراً كانت "غادة عمشيت".

بديعة وفؤاد: كانت هذه الرواية نسائية غرامية أدبية، وهي باكورة مؤلفات السيدة عفيفة كرم.
فاطمة البدوية: هي رواية وطنية وفيها يرى القارىء تأثير الرجل العالم على المرأة الجاهلة. ويتجلى له الوفاء النسائي ويرى أن المرأة الفاضلة تبادل البغض بالحب والجفاء والقسوة بالحنو.
غادة عمشيت: هي رواية وطنية تاريخية أدبية اجتماعية ألَّفتها السيدة عفيفة كرم وسردت في سياق وصفها حوادث تاريخية حقيقية.
ولم تقتصر أعمالها على الـتأليف القصصي والروائي إنما انطلقت في عالم الترجمة أهمها: ملكة ليوم، محمد علي باشا الكبير، ابنة نائب الملك، نانسي ستاير، كليوبترا