poets-writers

Abdallah Lahoud

poet and writer

 (1899 – 1988) بقلم المحامي فيليب ابو فاضل عضو المجلس الثقافي في بلاد جبيل

بسمة لا تفارق شفتيه، ودماثة خلق لا غبار عليه، ومرجع يلجأ اليه، اذا حدثك في القانون أصاب، وأديب لو حدثك في الآداب، كتب كثيرا  وقرأ أكثر، ولكنه ما جمع ونشر الا قليلا  ، وبقيت مقالاته تملا  بطون المجلات وتنتظر جامعها وناشرها.

منكت خفيف الروح، قريب الى القلب، نشر سلسلة مقالات عن النكتة في مجلة "الورود" التي صارت مجلة المجلس الثقافي في بلاد جبيل، والتي رافقها منذ سنة مولدها العام 1947. وصدر مؤخرا  كتابه: "أحاديث النكتة في لبنان" وغيره. لغوي، شاعر، قاص، مبتكر تسميات، هو المرحوم عبد الله يوسف لحود.

مولده وعائلته

ولد عبد الله بن يوسف لحود في 7 نيسان 1899، وقد انتخب والده شيخا  لعمشيت عام 1891 وبقي في وظيفته نحوا   من ثلاث وثلاثين، وبخلالها انتخب رئيسا  لبلدية عمشيت لدورة انتخابية واحدة وتوفي سنة 1924. والدة عبد الله مريم جبرايل لحود، وله ثلاث شقيقات.

سنة 1932 عقد زواجه على يسرى وديع لحود ورزق منها بولدين: يوسف وايريس.

ثقافته

بدأ دراسته سنة 1907 في مدرسة الأخوة المريميين في عمشيت، وفي السنة التالية 1908 دخل المدرسة الوطنية في عمشيت واكمل دروسه العربية فيها ونال شهادتها سنة 1914، واستكمل دراسته الثانوية في معهد تحضيري تابع للجامعة اليسوعية 1920 – 1921 ، وانتمى الى معهد الحقوق الفرنسي سنة 1921 ونال شهادة الليسانس في الحقوق سنة 1924. وتهيأ لنيل الدكتوراه في باريس سنة 1925 – 1926 ولكنه لم يتمكن من تقديم الامتحان لسبب صحي.

نتاجه القلمي

لم يترك عبد الله لحود نتاجا   أدبيا  مجموعا   في كتاب، رغم أنه تعاطى الأدب واللغة والنقد، وله ما يربو على الخمسين مقالا  عن عدد كبير من الأدباء الذين نعرفهم ومنهم الياس أبو شبكة وشارل قرم وعمر فاخوري وانطون غطاس كرم وغيرهم كما أذيعت له أحاديث عديدة في اذاعة لبنان وفي القسم العربي في اذاعة باريس، وكتب في التاريخ دراسة تاريخية بسيكولوجية عن الأم هندية، ودراسة حول كتاب رشيد لحود عن اللبنانيين الذين كتبوا بالفرنسية، ونقدا  لأطروحة ابراهيم عواد عن الحقوق المارونية في العهد الشهابي.

وفي اللغة: أصالة اللغة العربية في لبنان وتاريخ انتشارها، والعامية والفصحى، ومناقشات لفؤاد افرام البستاني ومحمود تيمور ومصطفى جواد، ودراسات في الشعر والقصة والقانون والسياسة. ولعبد الله لحود مباحث كثيرة وأفكار وتسميات مبتكرة ومتنوعة. وتناول أثر مدرسة الموارنة في روما في التمهيد للنهضة ولبنان واللغة العربية، وأثر مذهب الامام الأوزاعي اللبناني في تعايش العرب والأسبان في الأندلس.

ورأي في النوادر العربية وكونها مختلفة، وتسمية بعض أشعار الغزل والتعابير الصوفية بأنها فكاهة غير مقصودة، وتسمية الحيوين بالجناستيك، والتأكيد أن الياس أبو شبكة لم يستوح العنف من بودلير بل من التوراة في المجموعة التي صدرت عن دار المكشوف بعد سنة من وفاته، وتسمية الفصحى اسبيرنتو العرب، والزجل ضابط الارتباط بين العامية والفصحى، واطلاق نعوت على تشخيص لانحرافات جنسية معينة في الشعر (المكشوف)، ورأي في سبق انصراف البروتستانت عن توراة الشدياق، وأثر اللبنانيين في العلمانية التركية والجمناستيك في الأدب. وقد كتب عبد الله عن يوسف السودا وأديب لحود ورشيد لحود في نقد كتاب الأدباء الناظمين بالفرنسية، وتكلم في ندوات مشتركة مذاعة عن: أبو فراس الحمداني وبدر شاكر السياب وأدونيس وجورج شحادة وأراغون وفرنسواز ساغان والمعري وسنغور وخليل الحاوي.

مجلات كتب فيها

كتب في مجلات عديدة، يذكر منها في مذكراته: العاصفة والمعرض والمكشوف والورود. ويقول انها نشرت له قصيدة نظمها سنة 1924 ولا يدري كيف وصلت اليها، والطريق والخواطر والغربال والمجتمع اللبناني والرسالة والحكمة والانطلاق والثقافة العربية ومجلة العدل ومجلة الحق والنشرة القضائية والدفاتر اللبنانية وملحق الأنوار وملحق النهار.

وكتب عن كثيرين من الأدباء الذين عاصرهم: الياس أبو شبكة: مجموعة – دار المكشوف – دراسات وذكريات سنة 1948، ومحاضرة في مبنى وزارة التربية بطلب من جمعية اهل القلم نشرت سنة 1956، وهي منشورة في جريدة الشعلة، ومحاضرة في المجتمع اللبناني عدد 52 آذار 1967 بعنوان نواحي التأثر والتأثير. وأحاديث كثيرة منها مع رياض حنين في الدفاتر اللبنانية العدد 6. ومخايل نعيمه: في كتابه عن جبران، مقال في المعرض أثر صدور الكتاب. وصلاح لبكي: نقد كتابه لبنان الشاعر في مجلة الحكمة 1955 ورأي في صلاح لبكي الحكمة 1957 وعفيفة كرم: في مجمل نتاجها، محاضرات ومقالات منها محاضرة بطلب المجلس الثقافي في بلاد جبيل منشورة في كتاب أدباء بلاد جبيل الراحلون الجزء الأول ومحاضرة في نادي عمشيت الرياضي الثقافي منشورة في المجتمع اللبناني ومقال في مجلة الورود. مارون عبود: ذكريات وخواطر في مجلة الطريق 1961. ونسيب عازار: في كتابه "نقد الشعر" في المكشوف العدد 211. وخليل تقي الدين: مصور الاختلاجات والخواطر في عشر قصص المكشوف 1937 ولطفي حيدر: نقد قصة عمر أفندي، المكشوف 1937. وشبلي ملاط: في مقال بعنوان أثر الثقافة، الورود 1956. وعاطف كرم: مقال بعنوان الشعر في لبنان، المكشوف عدد 463. وانطون غطاس كرم: مقالات وحديث في الورود. ويوسف غصوب: خطاب عن مقالاته الفكهة المنشورة في البشير بامضاء "السروجي". وشارل قرم: في الجبل الملهم، المعرض العدد 1022 والعاصفة، ومقال عن رسالته الروحية المكشوف 1936، وعن مشاريعه الشعرية الورود 1963 وعن ترجمة الجبل الملهم للأب فرحات المكشوف عدد 219. وعبد المحسن الصوري: الورود 1965. ومارسيل بروست: المكشوف 1936 والورود 1971 و1972. ولا مرتين: أسباب مجيئه الى الشرق، النداء الأسبوعي.

ونكروما: الوجدانية فلسفة أفريقية: الورود 1965 وكثيرون غير هؤلاء: أديب لحود ومدرسته سعيد عقل وعقدة تولستوي، فؤاد حبيش نقد كتاب رسول العربي، كرم ملحم كرم، فؤاد كنعان، بشاره الخوري، أراغون، اندريه موروا، أندريه جيد، أرنست رينان، شاتوبريان، وممن تحدث عنهم في ندوات مشتركة أو في أحاديث اذاعية من اذاعة بيروت: بدر شاكر السياب وجورج شحادة وأراغون وفرنسواز ساغان وخليل حاوي وأدونيس ونكروما.

عبد الله لحود المحامي

عندما عاد عبد الله لحود من فرنسا دون شهادة الدكتوراه - لأسباب صحية كما ذكرنا - انتسب الى نقابة المحامين متدرجا  في مكتب المرحوم يوسف السودا بتاريخ 16/1/ 1930 ثم نقل قيده الى مكتب المرحوم أمين نخله. ونقل قيده الى الجدول العام للمحامين العاملين في 27/ 10/ 1933.

مارس مهنته أحسن ما تكون الممارسة حفاظا   على قسمه وشرف مهنته اضافة الى علو كعب في العلم ودفاع عن الحق. وقد كتب وترافع باللغتين العربية والفرنسية وعمل في المحاكم المختلطة، يقول عن عمله في المحاكم اللبنانية، ولا سيما المحاكم المختلطة ما يلي:

"واشتهر من المحامين الكبار المترافعين بالفرنسية، الى جنب بعض المخضرمين وفي طليعتهم بترو طراد، اميل اده وكميل اده والكسي كاتسفليس. وكان أمثال بشارة الخوري وحبيب أبو شهلا والياس نمور ويوسف السودا يترافعون أيضا  بالفرنسية. أما لحود (عبد الله) فكان يكتب الاستحضارات واللوائح والمذكرات التي يقدمها الى محكمة التمييز والمحاكم المختلطة بلغة فرنسية صحيحة واضحة تحوز دوما  الاستحسان والثناء، ولكنه لم يترافع بالفرنسية على مفهومه للمرافعة التي هي بنظره ارتجال وكان يعتقد ان ارتجاله بالفرنسية يقصر حسب اعتقاده عن ارتجاله بالعربية فلماذا يحاوله وكأنه يهبط من عل وهو قادر على الاستغناء عنه والاكتفاء باللوائح والمذكرات... وقبل الحرب الكونية بقليل أنشأت الدولة الفرنسية بواسطة جامعة ليون معهدا  لتدريس الحقوق في بيروت وبالاتفاق مع الجامعة اليسوعية وجاء الاحتلال فارتفع شأن اللغة الفرنسية في المحاكم لا سيما بعد أن ورد في (...) الدستور أن اللغة الفرنسية هي لغة رسمية كالعربية بعد أن انشئت المحاكم المختلطة".

وفي ذكريات عبد الله لحود عن دراسته في معهد الحقوق الفرنسي وعن متقني الفرنسية من رجال القانون، يروي أنه كان بين قلة من الطلبة الذين نفذوا اضراب يوم واحد رغم تدخل اليسوعيين، وان محامين تخرجوا في فرنسا أو في معهد الحقوق الفرنسي في القاهرة عادوا الى بيروت فازداد الاقبال على الفرنسية وانتشرت اللغة الفرنسية بنتيجة ذلك هذا الانتشار القوي على يدي لبناني نابغة هو المرحوم سليم بن رستم باز والده من دير القمر ووالدته من عمشيت حيث قضى فتوته وشبابه بترجمة القوانين العثمانية الى العربية وشرحها شرحا   مسهبا  وكافيا  .

"وما قبل الحرب الكونية الأولى كان لبعض المحامين الجبيليين والبترونيين شهرة باتقان الفرنسية. وكان عدد الذين سمع بهم لحود من هؤلاء قبل الحرب العالمية الأولى قليلاً وأخصهم بترو طراد وشكري أرقش وبولس نجيم وأطروحة هذا الأخير بالفرنسية طبعت بعد تحريف اسم المؤلف" Jauplain .

وعبد الله لحود المحامي سجل ملاحظات عن معظم زملائه المحامين الذين عرفهم أو ترافع معهم أو ضدهم أو سمعهم يترافعون، نذكر منهم:

جوزف مغيزل ولور مغيزل ونينا طراد وماري القارح وسامي شاوول الخوري وملحم حنا وروكز أبو ناضر وأنيس الخوري وأنور الخطيب ورامز شوقي ومحسن سليم وسليم العثمان وسليم باسيلا ووجدي ملاط وجورج قزي ومتري قصعة وأمين نخله وميشال عقل وسليم أبو ياغي ووديع نعيم وفؤاد الخوري وجان تيان وفؤاد رزق وغيرهم كثيرون ممن قضوا وممن لا يزالون على قيد الحياة طالت أعمارهم.

وعن عبد الله اليافي – مثلاً – يقول: "يرتب لوائحه ويترافع بسهولة وبدقة وتنظيم مع رباطة جأش. رافعنا ضده في دعوى مار الياس غزير وقد استمرت المرافعات فيها أربعة أيام متتالية، وكان دير مار الياس ممثلاً باليافي وجورج يزبك وكنت وسامي الصلح ممثلي آل حبيش ورثة الواقف".

وسنة 1957 انتخب عضواً في مجلس النقابة وبقي حتى سنة 1960، وسنة 1961 اختاره اتحاد المحامين العرب عضو اللجنة السباعية الدائمة لتوحيد المصطلحات القانونية والقضائية في الأقطار العربية. وكان في اللجنة كعضو وممثل لاحدى سبع نقابات محامين. وكان عبد الله لحود عضواً في جمعية أصدقاء الكتاب. وقد كرمته الحركة الثقافية في انطلياس. واستكمالاً لممارسة المهنة وضع عبد الله لحود كتابين نشرا: الأول سنة 1968 بعنوان "الملكية الأدبية والفنية في لبنان" والثاني سنة 1972 بالاشتراك مع الأستاذ جوزف مغيزل بعنوان "حقوق الانسان الشخصية والسياسية" وسنة 1991 "أحاديث النكتة" (بعد وفاته)، ثم كتابه عن العلمانية وضرورة اعتمادها في لبنان.

التدريس

درس الأدب العربي والترجمة في معهد جي. سي J.C. التابع للجامعة الأميركية – القسم الفرنسي – سنة 1942 وكان من تلامذته غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك الروم الأرثوذكس اليوم.

كما درس في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية لمدة ثلاث سنوات وحاضر في مادة "أصول المحاكمات المدنية". وله مقالة منشورة بهذا الموضوع في مجلة العدل 1968.

علمانيته

منذ مطلع حياته آمن بأن العلمانية وحدها تصلح لتأسيس دولة تصمد بوجه التيارات التي تعصف عليها وتسترد نفسها من تلك العاصفة بها، فتعاون مع كوكبة من أدباء بلاد جبيل وعلمانييها في الحركة العلمانية، وتحضرني من مؤسسي الحركة 1920 أسماء: مارون عبود وحنا نمر وحنا خير الله ونسيب عازار، وكان من ثمار هذه الحركة أن سمى مارون عبود أحد أبنائه "محمداً" وسمى حنا نمر احدى بناته "فاطمة"، ولم يرجع أحد من المذكورين عن علمانيته حتى مماته.

كتب في مجال العلمانية في الدستور وباقي المجالات القانونية فالعلمانية هي الأفضل لتوحيد التشريع وتحقيق المساواة ولا سيما أن القوانين اللبنانية متناقضة تناقضاً فاضحاً بالنسبة الى المرأة. والمأثور عنه ما كان يردده دائماً وفي كل مرة يدور فيها الحديث عن الطائفية والعلمانية: "ازيلوا الطائفية من النصوص تزل من النفوس".

عبد الله لحود والسياسة

سنة 1943 أقنع عبد الله لحود ليرشح نفسه في الانتخابات النيابية على لائحة الحزب الدستوري الذي كان يترأسه المرحوم الشيخ بشارة الخوري – رئيس جمهورية الاستقلال الأولى – غير أنه لم يتقن أساليب الاسترضاء السياسي ولم ينجح في الدورة الأولى فانسحب ولم يكمل الشوط في الدورة الثانية. وعن موضوعي السياسة والعلمانية يقول في أحد أحاديثه – ويقول عنه انه لا يعرف أين نشر – ما يلي:

"اني أنظر الى السياسة من وجهتها العامة، نظرة مجردة عن الهوى والمصلحة وعن الدهاء. ولهذا لم أكثرت يوماً – في ما كتبت – للسياسات أو النزاعات المحلية حتى اني عندما كنت مرشح الدستوريين في الانتخابات اللبنانية عام 1943 وكانت المعركة حامية الوطيس الى أبعد حد ألقيت خطاباً في مهرجان جبيل الانتخابي دار حول المسائل اللبنانية العامة (دور لبنان في نشر الفكر التجديدية على أرضه ولدى جاراته العربيات، وأصالة الحياة الديمقراطية في لبنان).

"اعترف أن هذه الخطة، خطة التعالي عن القضايا والمصالح المحلية، هي من الناحية العملية ضرب من ضروب البلاهة، ولكني ارتكب هذه البلاهة عن سبق تصور وتصميم، ذاك أني ناشد أهداف حيوية عليا (أو حالم على الأقل) واذا تحققت تلك الأهداف أو بعضها على يد أحد خصومي، فاني أحيي اليد المخاصمة وأتوق الى مصافحتها. ومن أهم الأهداف السياسية التي نذرت لها قلمي ولساني العلمانية وأكررها ثلاثاً أي الغاء الطائفية وما يمت اليها في جميع التشريعات والتنظيمات اللبنانية دون استثناء وحماية الحريات وفي طليعتها الرأي والاعتقاد".

الأنواع الأدبية التي كتب فيها

كتب عبد الله لحود في أنواع مختلفة من الأدب. بالاضافة الى كتابيه المنشورين في القانون، وكتاب النكتة بعد مماته، أسس سنة 1927 بالتعاون مع المرحوم روفايل لحود جريدة "بيبلوس"، وفي أدب الوصف والذكريات نشر في مجلة "الخواطر" ذكريات عن تنقلاته في ايطاليا وسويسرا وفرنسا، كما نشر فيها ذكرياته السياسية عن سنة 1943 المشار اليها سابقاً.

وأما في الشعر فقد نشر قصائد في "البرق" و"المعرض" و"بيبلوس" و"الورود". وفي "المكشوف" نشر مقالات في اللغة وواجب الأدباء في الانفتاح على عامة الناس. وفي "الانطلاق" و"الثقافة العربية" و"الورود" كتب عن أصالة العربية في لبنان منذ عهد الامويين والعباسيين وتناول عدي بن الرقاع والامام الأوزاعي اللبناني في مدرسته في بيروت وحسان بن أبان، وله أحاديث عن عبد المحسن الصوري وابن منير الطرابلسي، ولم ينس النقد الأدبي في "بيبلوس" و"المعرض" و"المكشوف" و"الحكمة" و"المجتمع اللبناني" و"الورود".

وفي "المعرض" كتب قصة "قبلة الأب" وله قصص في "العاصفة" و"المعرض" وأبحاث في الأدب القصصي.

أما أدب الفكاهة بمعنى Humour فقد كتب فيه الكثير، ونشر مقالات عديدة، ففي مجلة المعرض مثلاً:

- همور Humour (الفكاهة القاتمة) 5/ 1/ 1932.

وفي "المكشوف" له مقالات عن الفكاهة والمازوشية وغيرها.

وهو أول من كتب عن مارسيل بروست بالعربية وصدرت مقالته الأولى عنه في المكشوف 5/4/1936، وتتالت بعدها مقالاته ومحاضراته عن بروست، وقد كتب في النقد التاريخي ونشر في "المعرض" تحليلاً لأطروحة الدكتور ابراهيم عواد الصادرة عن دار سيراي بالفرنسية بعنوان: حق الموارنة الخاص في عهد الأمراء الشهابيين. Le droit privé des Maronites au temps des Emirs Chehab (1687 – 1841) Sirey Paris 1933

وفي التحليل التاريخي البسيكولوجي كتب عن الراهبة هندية في ثلاثة فصول منها في "المعرض" ورفض بعده ميشال زكور متابعة نشرها بسبب معارضة المطران مبارك، فعاد ونشرها كرم ملحم كرم ثلاثتها في "العاصفة" في السنة عينها.

ولم يكتف عبد الله بايمان شخصي بالعلمانية، بل كتب وحاضر في قوانين الأحوال الشخصية وكان ينتقد التفرقة والتضارب والتناقض في هذه القوانين ويؤكد على أن العلمانية وحدها كفيلة بازالة الفوارق وتثبيت المساواة وقد حاضر في هذا الحقل في النادي الثقافي العربي وفي الندوة اللبنانية وغيرهما.

مؤلفاته

قلنا ان عبد الله لحود لم يترك سوى مؤلفين مطبوعين، ولكنه ترك المقالات التي تستحق الجمع والطبع، وهناك مشروع طباعة:

- من أحاديث النكتة في لبنان وفي العلمانية والديموقراطية (صدرا 1991 و1992 بعد وفاته).

- والمخطوطة: مارسيل بروست وكبار آخرون. وأدباء كتبت عنهم. ولبنان والضاد والمحاماة في لبنان وشؤون دستورية مبسطة وذكريات مختارة.

أما لماذا لم يجمع عبد الله لحود وينشر باكراً فيجيب:

"لي من القصص والمقالات وأبحاث النقد والمذكرات والمحاضرات والقصائد ما يملأ عدة كتب. ظهر شيء منها في بعض المجموعات الأدبية وبعضها في جرائد ومجلات، وما يزال بعضها مرمياً بين أوراقي المهملة. والسبب في عدم جمع تلك القطع في كتب خاصة هو مزدوج: نفسي ومادي. وستستغرب السبب النفسي فتعده غروراً أو وسواساً أو غلواً أو انحرافاً في تفهم واجب الأديب. أنا اعتقد أن الكاتب لا يكلف تجاوز امكاناته القصوى لأن ذلك غير مستطاع ولكني أعتبر في مواجهة الكاتب واجبه المحتوم أن يبلغ، في ما يتسنى له، أقصى امكاناته، والا فهو مقصر في اداء رسالة القلم.

"وأنا أتوهم أني في ما كتبت - ما خلا شذرات قليلة جداً - لم أبلغ أقصى امكاناتي وأني قادر أن أجيء بأفضل. ولهذا أحجم عن الجمع والنشر رغم ما أتلقى من عروض واقتراحات ملحة."

"سيأتي يوم يضعف فيه ايماني بامكاناتي القصوى، فأتهافت عندئذ على الجمع والنشر، وقد أتهافت بضراوة وجشع خائفاً أن يضيع شيء مما كتبت حتى مما أعده اليوم من سقط المتاع."

"والسبب المادي هو أن انهماكي الكلي في أعمال المحاماة لا يسمح لي بالتفتيش عن كتاباتي المشتتة المبعثرة واعادة النظر فيها لايصالها الى المستوى الذي أريده وأرضى عنه."

وفاته

توفي عبد الله لحود رحمه الله في الخامس والعشرين من تشرين الثاني سنة 1988، وقد كتبت عنه وفيه معظم الصحف وأقلام كثيرة، وذكرته أبجدية الورود في ثلاثة أعداد وأفردت له صفحتها الأخيرة من العدد الصادر في كانون الثاني 1989.

ورثاه نقيب المحامين مذكراً بما قيل في وداع مفكر كبير:

"ثمة لحظات في التاريخ تخرج من سياق الزمن، فكأنها ليست من سياق هذا الزمن الأرضي. وثمة أفراد يخرجون من مواكب الانسانية، فكأنهم ليسوا من هذا البشر الترابي."

ذكريات وخواطرعن مارون عبود للمحامي عبد الله لحود