poets-writers

Moussa Maalouf

poet and writer

- من مواليد زحلة (4 تموز 1934).
- تأثر منذ طفولته بوالده الشاعر والمربي نجيب دياب معلوف.
- يزاول تدريس اللغة العربية وآدابها منذ 1953.
- أسس ثانوية "الإنطلاق" (1962) وكان مديرها المسؤول.
- نشر قصائده ومقالاته الأدبية في الصحافة اللبنانية.
- له وقفات شعرية منبرية وإذاعية كثيرة.
- متأهل من ليلى فرنسيس، وله منها " ديانا " و " مُهَنّد ".
- " عليلةُ الورد " ديوانه الأول المطبوع، وله تالياً: "أزاهير"،

عَــليلــة الــــورد

كُـنتِ معي في النّار، في الكوثرِ،
تـَجَـسّدي كالمـوسِــم الأخـضَـــرِ
مـا هُــدهِدَت أرضي مَـدى نـَشوَةٍ
لـولا سُـطـُوعٌ منكِ فـي المُضمَرِ
حـَــلمـتُ أن طارت بـِنا مُـقـلــَةٌ
فجريّــة ... حَطــّت بلا مِــحجَر،
طــَـلــَعتِ مـنـها نيزَكــًا دائــراً
ملءَ جُــفــون الــعــالم الأنضــرِ
مـن زرقة.. نَطفِرُ فَوقَ السّـــنـى،
زَورَقــنـا أُرجــوحـة العَنبَر ....
وتـخـطــريــنَ نَــسمــةً أَلهــبَــت
بـــحّـــارة الأُولمبِ والمُــشتري
أمرَعتِ عَينيكِ …. فلي موسمٌ،
أيُّ صــبــاحٍ فيــكِ لم يـــُـزهرِ؟
زنــبــقــتــي … قلــبــيَ زُهرِيّة
والحبُ ما نــَحْنُ: حلولٌ طري!
لــلــوردِ مــن نشركِ أُهزوجة
يَــعْــزفــُها الجــدولُ للأنهار،
حـاكَ عــلــى الثــّغر وُرَيقاتِــهِ
فبرعمَ اللونُ الخَضِــيبُ الثــّري
وعـنــدي الصّــحوُ شــِراعٌ لـــهُ
مركــبـــةُ الأســحــار والســمّــر!ِ

***

بُعثتِ غـِـــبّ رحلتــي في الثــّرى
سَهْما لروحي، شُكّ في الأعصر
يا ضلعـــي الشــرودَ إن تغربي
عن جَعبـَــةِ الأنــوار تـُســتهتــري!
سِحتِ … وتهتُ أمس بُعدَ الغِوى
مرمى الرُؤى، في شاطئ أحمرِ…
أعـــراقـُـنا جـفـّتْ، وهذي يدي
فـــوقَ يـديــك واحــة الأقــمــار
تــبارك الحــبُّ بــذوراً حـَــوَتْ
نيــران صَحْــرائي على بيدَري
مطــارك الأخضــر أحلامـنــا
دَارَتْ بنا الدُنيـــا ولـــم يقــفِـــر
عليلتي أنــت، اسكبــي مهجتــي
ما يُطلعُ الأعرَاسَ في الأحجـُـــر!

24-8-1965

نـَـشـــــوَة

لــَـكِ الحُـبّ، قـُولي مَـتــَى نـَـلتـَـقي
مـــعَ الحُـلـــــم والأَمــل المـُـورق؟
أوانَ الـــرّبـيـعُ انـــفـلاتٌ لخصركِ
بـــيــــنَ الـــبـــنـــفسَــجِ والــزّنـبقِ!
عـَـشِــقـْتُ غــَـدِيَ في مَدى الأمنياتِ
وَأنتِ مَـــــدى غَــديَ المُــــطـلـــقِ...
أُحــبّـــكِ .. إمّـــا حَــصــدتِ النّــجومَ
بــجــفــنــيــكِ في مـَوطِـني الأزرق،
أنــــا مــــن نجومــكِ لا أشــتـــهـــي
سِـوى اللــّحظِ سَـهـما... فهيّـا ارشُـقِي
لكِ الــقــلبُ في الصّدرِ طيرٌ شقـــيٌّ
فـَـجـُوري عـــلـــيــهِ ولا تـُـشـفـِـقـي؛
أمــــا أقســـمَ الــقــلبُ ألاّ يـُغـنـّـيـكِ
إلاّ عـــــلـــــى آهِ مـــُــغـــــرورقِ؟

***

أحـــبُّـــكِ، يا شــَعّــة لِـــــورودي،
ويـَا صَحوَةَ العِـطــرِ في المشرق!
أحسُّ بــعــيــنـيـكِ زهــوَ السُّــفوحِ
وشـــوقَ الشـــواطــئ لـــلـــزورَق؛
فإنــّـكِ أبــهـَـى مِـنَ الــنـّـور، أنقى
مِـــنَ الطـّـيفِ يــلــهو بـهُـدْب نقي!
أجــلـّـك في الحبّ أن تــُصــبــحي
جـَـحــيــما منَ الشَــبـَق المُحرق...

***

فـَرَشْتُ لكِ الصّدرَ بالــيــاسَـمين،
وَطـّوقتُ جــيــدَكِ بــالـــزّنــبـق؛
وَعَـتـّـقتُ لي سـَـكــرة جَـمّـرَتـْها
الــلــيــالي عــلــى ثــَغْركِ الريـّـق،
فـَـخــِفتُ المصيرَ إذا مــا رشفـْتُ
ومـــن يــقــتــحمْ لـُجّـة يَـغـْـرَق!
فإن جــنــونَ الــلــذاذاتِ جـَمـرٌ،
رَمــاداً ســيـُـنـْـثــَرُ مهما بَـقِي...
وإنّ غـَـرامي الجــديـدَ ســيـبـقى
معَ الــلــيلِ، مَعْ صُبْحهِ المونـِقِ؛
لأنـتِ انــبــثــاقُ الجَمالِ بقــَـلـبي،
فــلــولاكِ قــَـلـْبيَ لم يــُخــلـقِ! ...

8-1-1956

السّائحُ المجنونُ

قــلــبي يَســيــحُ والــدُنـّى تُرسِــي
في شاطــِـئ الــنــّيــران والبؤس!
مــَـرواحُ الأهـــــواءِ أشــــرعـــة
جـُـــنـّــتْ بـــها مَـرْكـَـبَـةُ الـحــسّ!
يا صدرُ، يا كهفَ اللهــيــبِ، على
ضــِـفــافـِـكَ السـّوداء مـــا يُـنسِـي:
حـَـرَائــِـقُ الرّومـَـان في كـَبـــدي،
في محجريّ نــجــمَــةُ الــفـُـرسِ!
والسّـــائــــحُ المجــنـــونُ تجذفـــُه
الأحلامُ، فالأهــــدابُ مــن جبـْسٍ
كــأنّـــهُ مَــــحــارة عَـــلــــقَـــــتْ
مَــا بَـيْـنَ بُــرْجِ الطـّينِ والنـّـفسِ....
زرعتُ مـــن لألائِـــهـــا فــَصَـــحَتْ
مَــجـــامِـــرُ الأضواءِ في الطــّرسِ؛
بــِخـــَــفــْـقـَـةٍ .. عصفُ البــحارِ إذا
طابَ هَــوى... وَرِعْـــشةُ الــهَـــمْسِ
بـَـرأتـُــــهُ بالشـّــوقِ – مـُـتـْـرَعــــة
أوتارُهُ – قِــــــيــــثــــارة الأنــسِ !!

***

لي مـــن جُــروحـــي ألفُ خــابــيــةٍ
مَــرصــودة لــلــّيــل، لــلشّــمــسِ !
ألــنُّـــور فــيــها خَــمـْـرَةٌ مُزِجَــــت
بـــخُــضرِ آمـــالي مــعَ الـــيـــأس!
تــُحــرّني لـــلــســَـكـْـب قــافــيــة
لــي فــي صَـداها حـِـطمةُ الكـَـأس
أنــشـَـى، كمــا الخَـيلانُ في جُـزُر
مـَــســْحورة بــــرُقـْـيـَـة العـُــرْس
يــــا بـُـلــبـُـلا رَفّ بصدر دُنــــى
يُغـوي بها غــدٌ صـَـدَى الأمْـــس!
قـَـلبــي يَـسيـــحُ والصّبـــاحُ لـــهُ
ساريــــة، تـــغْدو ولا تـُســمـــي...
والبــَــدءُ مَـــوصـُــولٌ برحلتـِــه
مَعَ الرّياح... فهْـوَ لا يـُــرســـي!...

12-11-1965

مقتطافات من شعر الأستاذ موسى
المعلوف من ديوانه " عليلةُ الورد"

Lebanese poet Moussa Maalouf, love lyric poems, poetry, poems Arabic