poets-writers

Georges Chakkour

Poet and Writer

جورج شكور في سطور

أطل جورج شكور على الحياة مع أزهار نيسان في قرية شيخان اللبنانية الجبيلية وتعرف بقرية المئتي كتاب التي أطلعها أدباؤها وبها تغنى قائلا ً:

حلوة "شيخان" يا طيب هواها عطف الله عليها، وحباها
بلدة للشعر والفكر، بها نبتا بكرا ً، ولبنان تباهى
قد رفعناه لواها عاليا ً فليدم للعز، مرفوعا ً لواها

تخرج جورج شكور في جامعة القديس يوسف (اليسوعية)، حاملا ً شهادة ليسانس في الأدب العربي وتاريخ الحضارة، ودرس الأدب العربي في كبريات الثانويات وفي كلية الشرق الأوسط الجامعية، وفي معهد القضاء اللبناني.

صدر له عن "دار الأحد" سنة 1971 ديوان شعر بعنوان: "وحدها القمر" قدم له الأخطل الصغير الذي اعتبر شكورا ً شاعره المفضل بين الشعراء الشباب. ومما قاله في المقدمة: " لقد تعهدك عطاء القلب والجمال، وأنت طري عود، فانتمى اليك أطيب ما انتمى شعر طري غني، وسقتك اللغة أسرارها، فباحث بها أشعارك أصالة وليونة تفرشان أمامك الطريق، وتزرعها أنت خطى لها ملامح الرفيق. لن أستوقفك كثيرا ً فأنت على موعد مع الأجنحة التي للنجوم، حرسك الحب والورد وأطال بعمرك الشذا".

وصدر له سنة 1978 ديوان بعنوان: "كلمات للحلوين " باللغة اللبنانية المحكية كما صدر له سنة 1992 عن دار الأخطل الصغير ديوان شعر بعنوان: "زهرة الجماليا" ، أكد فيه أن الصفاء الشعري والتجديد لا يكونان الا من ضمن الأصالة وروح التراث، وأن الشعر وجد ليجسد الجمال، وأنه فن جميل قبل كل شيء لا هذيان وثرثرة يتستران بستار الحداثة.

وقد قدم لهذا الديوان سعيد عقل بمقدمة رائعة منها قوله: " جورج شكور لقية عصر، فهو منذ بضعة من قرن واحدة من قيمنا وسيترك على القلم عندنا طابع حسم بسبب ثمانية: جهده في انماء ثرائه الفكري، كثافة الجمال في شعره، السمو الذي يجلبب خلقيته، فعاليته في التربية، وقوفه غير اللا مبالي في السياسة، شهامة الحب في غزله، حضوره الشجاع في اكتشافنا ماهية لبنان ارض حقيقة وبلدا ً غير عادي... وأخيرا ً رميه في التداول باقة ً من الحكم ستبقى مبنية وبانية جورج شكور خبير جماليا ؟ أكثر، ومطلع جمال".

وصدر لجورج شكور كتاب: "ملحمة الامام الحسين" سنة 2001، وديوان "مرآة ميرا" سنة 2004 و"ملحمة الامام علي" سنة 2007. كما صدرت له سلسلة كتب مدرسية في اللغة والأدب للصفوف الثانوية والتكميلية، بالاشتراك مع نخبة من الأساتذة.

وأشرف على تحقيق عدة دواوين شعرية أبرزها "الموسوعة الشوقية" ، وهي المجموعة الكاملة لآثار أمير الشعراء أحمد شوقي، والمجموعة الكاملة لآثار سعيد عقل شعرا ً ونثرا ً.

وجورج شكور الذي عاش حياته شعرا ً يحبس في هذا الديوان الجديد الذي بعنوان: "عنهم وعني" جزءا ً من عمر في قصائد حميمة توجه فيها الى شخصيات روحية وفكرية وشعرية أحبها وأحبته، فبادلته المودة والاحترام بقصائد تتغنى بشخصيته وشعره. وكثيرا ً ما ترتفع هذه القصائد التي هي في أكثرها، من وحي مناسبات الى مستوى الشعر الصافي ذي المستوى والرونق.

وفي هذا الديوان أمثال من العرب أكملها ونظمها ابيات شعر هواية بالفن الشعري، وتدريبا ً للشعراء الناشئين على نظم الشعر المحكم وحسن الملائمة بين شطري البيت الشعري.

كما تخلل هذا الديوان بعض القصائد الوطنية والرثائية والاخوانية، وشيئا ً من القصائد الوجدانية الحميمة تغنى فيها بحفيديه الغاليين ناي وجورج لواء شكور.

مثل جورج شكور لبنان في مهرجانات شعرية كبيرة في لبنان، وسوريا، ومصر، والامارات العربية، والكويت، والعراق، والأردن، والسودان واسبانيا، وكان فيها لامعا ً ورائعا ً.
وامتاز بأنه شاعر لبناني أصيل شق طريقه بذاته غير معتمد على تيار سياسي او حزب او طائفة او مذهب أدبي أو وسيلة اعلام أو جمعية أدبية. لم يتهالك على الشهرة، ولم ينكس جبينه الا لربه وللبنان احتراما ً.

جورج شكور عضو في المجمع الثقافي العربي وفي اتحاد الكتاب اللبنانيين. ويعتبره كثيرون لا شاعرا ً فحسب وانما هو أستاذ بين الشعراء.

سوف أبقى...

كل يوم يمر يحسم من عمري فماذا الى حياتي أضيف؟
أتراها الدنيا ديار غرور وعبور، ونحن فيها ضيوف؟
في فؤادي الرهيف سكرة أحلام وللروح أجنح وحفيف...
شاعر شاقة الجمال، فغناه غنيا ً، ولم تسعه حروف
أنا حسبي ان قيل يبدع شعرا ً ثم يمضي، وقيل عني شريف
سوف أبقى، غدا ً، ببسمة أحبابي وعزي كالأرز عال، وريف

كبر

ولدت، يلذ لي الكبر ليسكنني كما القدر
ويؤلمني صغار الناس، بئس الناس ان صغروا!
عبيد المال والأغلال، بالاذلال ما شعروا!
على جنحين طرت بهم علوت، علوت، فانحدروا

ليغريني أنا الكبر ويستعلي به البشر
به فلتسكر الدنيا سراة الفكر، ان سكروا
فكل المدمنيه سموا فما هانوا، وما حقروا

أنا بالنبل لي ولع به كالسيف انشهر
الى العلياء يحفزني فأعلولي، وأبتكر...
ففي شأني له أثر وفي شعري له أثر...

اذا ما مسني ألم تطاير مني الشرر
كأني النار والاعصار، والاشعار تنهمر...
واما ثورتي سكنت فبي لحن، وبي وتر

يحرر نفسي الكبر به أغنى، وأفتقر...
ولا يعلو علاي على ولا مال، ولا درر
أنا كالريح منطلق مداي الكون والعصر
كذلك لا تغيرني وليس تهزني الغير

تهدى هذه القصيدة الى الدكتورة الشاعرة مهى خير بك ناصر، بناء ً لرغبتها.

بصحبي تصدق الرؤيا

ان لم أمتع وأصحابي بما ملكت كفي وداري، فلا كانت لي الدنيا
يحيون بي مثلما أحيا أنا بهم وغير ذلك لا يحلو بأن أحيا
طال انتظاري للأحباب من زمن واليوم، اذ أقبلوا، ما أطيب اللقيا!
هتفت باسمهم، كلا ً ، نجوم سما ً وحسب فخري أن هم نخبة عليا
شعرا ً تعاش هنيهات الحياة، هنا ً كالخمر، ان طيبت، طابت بها السقيا
والشعر سكرة أحلام مجنحة رؤيا، ولكن بصحبي تصدق الرؤيا...

وطنيات

رد العز، يا علم...

قد عاد عيدك، وازهوهت به النسم صفق، فديتك، رد العز، يا علم
ورصع البال بالآمال، باسمة ً كما ترصع أجواء الدجى النجم
تاقت اليك قلوب الناس من زمن يا رمز عزتها العلياء، يا غنم
يا اجمل الأجمل، احلولت تلونه أمجاد لبنان، تجلوه، فيرتسم
الأرجوان زها في نسجه، وبها دم الشهادة أبقى ما يقول فم
والبيض الباسم الصافي سلام هوى ً بساط ثلج؛ وحاكت خيطه الديم
والأرزة الحلوة الخضراء خالدة تروي بقاء بلاد زانها القدم
أخفق، وصفق، ومد الظل، متسعا ً لعل لبنان بعد الحرب يبتسم...
انا سئمنا سوادا ً بات يجبهنا ووجه أهلي لا يحلو له الألم
قل للألى ألمعوا: لبنان منقسم قد يهدم البيت اما بات يقتسم
كل السواتر تهوي، والجدار هوى مشيئة الشعب أقوى حين يعتزم
يا شعب، يا طيبا ً، كم حملوك أسى ً وكم أساؤوا الى أحلام من عظموا
اغفر لهم، فضمير الله ينصفهم هناك تثبت أو لا تثبت التهم
"بيروت"، هيا انهضي كبرى محصنة ً كالحلم أنت، وكم ذا يصدق الحلم!
غدا ً، ستهزج "صيدون"، "طرابلس" "صور"، جبيل، شتات الشمل يلتئم
وبين أعمدة في بعلبك زها ً تزهو مسارحنا، بالبدع تتسم...

أسامع أنا خلف الغيب غمغمة ً صهيل خيل، هتافا ً ضج يضطرم؟!
تراه يسأل فخر الدين عن وطن من "العريش" الى "طوروس"ينتظم؟
مراً "بتدمر"، بالواحات من مدن كم كان أكبر اذ كانت لنا همم!
ذاك الكيان كيان المجد شيده في "الشوف" سيف، ولكن خلفه قلم
حييت وحدك، فخر الدين من بطل لولاك لا وطن حر، ولا حرم
في وجه "عثمان" قلت القولة اخترقت قلب الزمان، وأوفى وعدك القسم:
"ان تقتلوني، لا هم، ولا حزن فدى بلادي، ولتشمخ لنا قمم"
ان الوجود بلا حرية عدم والحر لم يغره عمر كما العدم
والطامعون بأرض الحر يقلقهم رأس تطاول، مشبوبا ً به الشمم
حييت، وحدك، فخر الدين. من حكموا يا شهم، بعدك، لم تستهوهم قيم
متى أهاب بهم مستعمر بيد احنوا رقابا ً، ولبوا مثلما الخدم
لبنان "ليس ممر الطامعين ولا المستعمرين، ولا يغدو مقرهم"...
كم مر من فاتح غاز، وكم ملك! على صخوري باق منهم كلم...

من لي بمثلك نبلا ً أو سمو رؤى ً؟ من، يا أبي؟ تولت تلكم الشيم
طمحت باسم بلاد قد وفيت لها والغادرون بها خانوا، وما ندموا
أوان تسكت في لبنان ساسته رباه، عفوك ان تستلهم الرمم
وان تجاهل أهل الفكر حاكمه فاسمع جوابهم في بعض ما نظموا:
لا يزهون أخو حكم بأبهة غدا ً، تزول، وتبقى بعده الحكم
فلا خلود لغير الفكر، لا شمم ولا زعامة الا للألى علموا...

صفق، فديتك، رد العز، يا علم انا بظلك في القمات، نعتصم...

باق لنا الجيش

باق لنا الجيش تعلولي به الهمم فاكتب على السيف مجد السيف، يا قلم
كأجنح الأرز اما عد ألوية ً لكنه واحد، ان يدعه العلم
الجيش قلب بلادي، همة ً وهوى ً متى العماد ينادي الشمل يلتئم
ومن كذي الرأي عزما ً، صمته حكم والجيش في صمته، ما الحكم والحكم؟
ويعجب الزهو من زهد به كبر والزهد يعجب من زهو به ندم
ووحدها المثل العليا اذا نحتت لها التماثيل، ثغر الخلد يبتسم

أهفو الى الأمس، كم في الأمس من عبر يوم "العزيز" انتخى كالنسر يعتزم!
صدر ترصع بالأمجاد طبن به كغابة الأرز طابت، فوقها، النجم
وكان يلفتهم، ان فاتهم بصر لكن لصوت العلى في أذنهم صمم
وللدخيل يهز السيف، يعلنه: دخيل، أرض بلادي مقدس حرم
أنا الشمال، الجنوب، القلب، منتفضا ً، أنا البقاع، أنا بيروت والشمم
بريت بالسيف أقلامي لأغمسها في الشمس، في النفس، مشبوبا ً بها الضرم
ان البطولة بنت الفكر، وهي اذا عقت أباها، فقل: ظلم، وقل: ظلم...
أهلي؟ هم كل أهلي، القلب ضمهم قسمت منهم؟ فقلبي ذاك منقسم
تفدى المواقف لا تردى (تردى: تسقط.)، لأشرفها مواقف العز، كانت؟ كانت الأمم

ولو "عزيز" له السيف العلى اقتطعت رؤوس ذلً، ولم يسلم ولا صنم
لكن ثورته البيضاء مذ شهمت ظلت صدى ً بجدار الصمت تصطدم
شرارة هي في صدر الأبي، فان يسكت بها السيف، لا،لا، تسكت الكلم
والفكر يبقى كما وجه الاله، وما الاه سيف، اذا تستصرخ القيم
"عزيز" عدت بفخر الدين تكتبه كفاك فخرا ً، لصون العز معتصم
أراه، بعدك، مختالا ً بطلعته على الجواد، جنان الخلد يقتحم
على صخور بلادي وقع حافره نقش كنقش السنا، ما وشم من وشموا؟
ذكرتنا "عنجر" التياه مطلعها يوم، العلى همم الأبطال، لا القمم
مشى بهم، قل، قليلا ً، والعديد عدى ً فها هو الحسم، والمجد العديد هم

ويوم يقصد "توسكانا"، وقد كملت عياله حوله، والجند، والحشم
يوصي: لئن سامني أسرا ً، وساومكم بي القلاع، عدوي، رفضكم غنم
للمجد روح، وللأوطان حرمتها انا فداها، ولا تهتك لها حرم
وعاد، ها هو من سيف العريش، الى شعاف" طورس" ملك العز يرتسم
وبعده الجيش ارث ما تعاظمه ارث، له يوم يبني ما بنى الكرم
يهيب بالخافضين الرأس: لست بكم ان الرجال هي الأوطان لا الرمم
والجيش ليس عديدا ً، انه بطل حر التطلع، لهو السيد الحكم

يوم تكريم اللواء عزيز الأحدب في وزارة الدفاع.

من كتاب "عنهم و عنّي"

1_8