Articles

Art in the press

سعيد عقل - المعرض العدد الثامن ايلول- كانون الاول 1923 ص 11

said_akl

اذا وجب على صحافي ان يذكر فقيد الوطن والصحافة الشهيد سعيد عقل في كل عام وفي كل يوم وان يشيد بذكره الطيب فعلى منشىء هذه الجريدة الواجب الاول في ذلك.

ان صاحب المعرض تعلم الفن الصافي على المرحوم سعيد واذا كان له في خدمة الصحافة حسنة تذكر فانما مرجع الفضل فيها الى ذلك الفقيد العزيز.

ذلك يوم كنا نحرر معاً جريدة الاحوال قبل نشوب الحرب الكبرى فكان المرحوم رئيس تحرير الجريدة وكنت محرراً مسؤولاً. فهناك على الطاولة البسيطة المشحونة بالاوراق المبعثرة اخذت عن المرحوم سعيد الامثولات العملية في طريقة تحرير الجرائد.

وما من احد ينكر في هذه البلاد حتى الصحافيين انفسهم تفوق سعيد عقل في فن الصحافة تفوقاً جعل كل جريدة يدخل في تحريرها تمتاز عن بقية الجرائد بالصبغة الصحافية التي تلبسها في عهده.

انه كان جريئاً نزيه القلب وطنياً لبنانياً بل كان اسرع صحافي في تسقط الاخبار واغتنام فرص الحوادث للتعليق عليها بما يوافق الاحوال.

واني اذكر له كلمة كان يرددها غالباً على مسمعي عندما كنا نخرج في المساء معاً من الادارة قاطعين الاسواق الى ساحة الاتحاد ومن حوالينا الناس على اختلاف نزعاتهم مشغولون بمطالعة " الاحوال" فكان يبتسم ويقول لي:
" – ان هذا المشهد- مشهد مرأى الناس منصبين على مطالعة ما نكتب – لا تعادله عندي قيمة مادية في الحياة. واني لافضله وانا خالي الجيب من الفلس على عكسه وجيبي مملوء بالذهب".

على ان هذه الكلمة كانت صورة مجسمة لروح الفقيد. الف رحمات الله عليه.

وكان سعيد شاعراً ايضاً والى القراء بعض الابيات التي نظمها عام 1912 في جريدة " البيرق" :
هل العلم الا سلم لرجاله ومرقى لطلاب الرقي ومصعد
فذو الجهل يشقى في الحياة بجهله وذو العلم يرقى بالنبوع ويسعد
وهذي بلاد الغرب جازت بحوله مدانا وحازت ما لها فيها مقصد
وكان لها منه ثراء وقوة وكان لها منه نفوذ وسؤدد
أذلت به الشرقي من بعد عزه تغور في اقطاره وتنجد
فانطق اهلوها الجماد وسخروا السحاب واحيوا الكهرباء ومنطدوا
وها نحن نحذو حذوهم في اقتباسه ونمشي على اثارهم ونقلد
فلبنان جاءته مبادىء علمهم فكانت كعود النار يضوي ويخمد
وذاك لانّا لم نعد محيطنا لما احدث المستحدثون وجددوا
وما كان ذاك الزرع يزوي بارضنا وفي كل ارض يستغل ويحصد
ولكن زرع الشيء في غير ارضه يصير به للانحلال فيفسد

سعيد الدامور في 1 ك2 1912