Articles

Art in the press

بسام أبو بركة :حكاية مقعد يعلم الصبر والإرادة - زياد العسل

يجلس بسام أبو بركة إبن الرابعة وخمسين عاما على كرسيه الذي أجبرته الحياة على الجلوس عليه في غرفته حاملا العدة الأحب الى قلبه ليبني مجسمات من عود الكبريت ،مجسمات تحاكي خياله الذي لا يتوقف عن العمل والتفكير بالجديد،بدأت الفكرة الأولى بعد فيلم شاهده على شاشة التلفزيون أثر به ودفعه لبناء بيت صغير ثم سفينة صنعها من عود الكبريت ثم المطحنة ثم الشمعدان ثم المنارة والأرجيلة ثم طيارة صغيرة. ناهيا عمله بقارب صغير، ويقول أبو بركة: الصعوبات الرئيسية التي تواجهني هي حاجة الخشب والكرتون والباتكس والألتكو أي المواد التي يستعملها لإنجاز مجسماته، أتخيل الصورة التي أريد بنائها وأقوم ببنائها دون كلل أو ملل، بدأت أول حياتي بالرسم وليس بناء المجسمات وما زلت حتى الآن أرسم المجسم قبل بنائه.

بدأ أبو بركة بناء المجسمات في عمر ال28 عاما متحديا كل الصعوبات، يقول: لا وقت معين لعملي أحيانا أعمل ليلا وأحيانا نهارا، هذا الأمر يحدده المزاج والفكرة التي أريد، ما زالت لدي أفكار جديدة أود بنائها أريد بناء مجسم لبرج إيفل، والبرج المائل، أطمح لمعرض خاص في القادم من الأيام، معرض يحاكي طموحي وأهدافي.

أكثر المجسمات التي أخذت من وقته هي السفينة التي أخذت ستة أشهر والأرجيلة وأقلها هو القارب، يقول عن السفينة: إشتريت كرتونتين، أحتاج للسفينة 120 طول و70 عرض، بدأت إلباسها بالكبريت.
أستخدم الباتكس والألتكو والمبرد والسكين لإتمام هذا المجسم وغيره، وأذكر أن أحد الأقرباء حين دخل عليي وأنا أقوم بشغلها لم يكن يؤمن بأنها ستصبح سفينة، طلبت منه العودة بعد أسبوع ليراها مكتملة وهكذا حصل، أقول لكل طامح مهما بلغت صعوباته بأن يخرج ما وهبه الله له من إمكانية، ساعدتني البيئة التي أعيش فيها كثيرا، ولقيت من دعم الأهل الشيئ الكثير، ما أريده من هذا الفن هو بلورة أفكاري، ويقول أيضا: لا دعم من الدولة لذوي الإحتياجات الخاصة ولا إهتمام، أطلب من وزارة الثقافة الإلتفات ولو مرة، الآن هو بصدد إنجاز مجسم ناعورة حماه.

ويقول ثمة ظروف صحية عرقلت إتمام هذا المجسم ولكن بعد فترة قصيرة سيكون منجزا.

تعود من عند بسام حاملا الكثير من الأمل والإرادة لتتعلم حكاية صبر وتصميم لرجل آمن كثيرا بأن الحياة لا تقف عند حدود ومعوقات مهما بلغت.