Articles

Art in the press

نور بلوق دمر الطيران الإسرائيلي محترفها - 12 شمعة عملاقة تشهد على الهمجية - عدنان طباجة - السفير عدد 10620

conceptual_art

يتجه الفن المعاصر في دول العالم إلى ما هو خارج النطاق التشكيلي (اللوحة، المنحوتة)، وصولاً إلى انتشار فن الوقائع (Hapennings) والفن المفهومي (Conceptuel art)، وهذا النوع من الفنون يعتمد على الفكرة وأهمية إيصالها إلى الجمهور، معتمداً بذلك على عناصر مرئية مختلفة، وفي هذا الإطار ولمناسبة ذكرى عاشوراء في النبطية، وضمن الشعائر التي تقيمها «لجنة عاشوراء» لإحياء الذكرى، أقامت الفنانة التشكيلية نور ركان بلوق عملاً فنياً في ساحة عاشوراء في النبطية، بعنوان «التزام»، أساسه عرض المعاناة الإنسانية القاسية التي تعرض لها أهل البيت في كربلاء، وانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية لهم واستشهادهم على يد الطاغوت الجبار، وارتباط هذه الواقعة بالمحنة التي أصابت اللبنانيين الذين وقعوا ضحية الحرب على لبنان في تموز ,2006 على يد إسرائيل.

تمثل هذا العمل، بحسب بلوق، بإيقاد اثنتي عشرة شمعة كبيرة بحجم 50,1م لكل منها، تجسيداً للأئمة الاثني عشر، قامت بإشعالها نسوة متشحات بالسواد، يمثلن «السبايا»، على وقع أصوات الحرب القديمة والحديثة، بعدها بصمن لحقوقهن الحمراء على الشموع، كنوع من الالتزام بنهج الإمام الحسين، الذي استشهد مع أصحابه ليضيئوا درب الإسلام، تلى ذلك مشهد لنساء لبنانيات فقدن رجالهن من مقاومين ومواطنين في الحرب الأخيرة، وضعن أيضاً بصماتهن على الشموع، تأكيداً على الالتزام بالخط الإنساني البحت الذي تمثله واقعة الطف في كربلاء.

أما عن تدمير محترفها وإحراقه إبان حرب تموز تقول بلوق فتقول: بعد وقف إطلاق النار وعودتي مع أهلي إلى حي البياض في النبطية، أو ما تبقى منه، فوجئت بتدمير محترفي وتشويهه باللون الرمادي الذي قتل الأصفر والأحمر والأزرق، ووجدت أعمالي ممزقة ومتلفة ولا أكاد أميزها. تساءلت حينها هل يا ترى كان لدي سلاح في مرسمي تخاف منه إسرائيل وتحاول سلبي إياه؟ وأعتقد أن الجواب هو نعم، ولا أقصد هنا السلاح العسكري، بل سلاح اللون والفن الصادق، كسلاح الكلمة الصادقة لشاعر ما أو لكتاب طفل ما!

قررت بلوق في تلك اللحظة أن تعرض ما تبقى من أعمالها الناجية من الدمار والاحتراق، في معرض يتناول موضوع الحرب كنوع من الصمود الفكري والمعنوي، فهم عندما يقتلوننا لا يعرفون أننا نقـوى ونحيا أكثر، والإرادة فينا تسمو وتزدهر.

وبالفعل عرضت بلوق لوحاتها المتضررة في المركز الثقافي الفرنسي في كل فروعه.