Articles

Art in the press

العود يعود وعوده محمود - العود سلطان الألات الموسقية - اعداد زينة ج. حداد

ال "عود" كلمة عربية تعني الخشب وتستعمل للآلة لأنها مصنوعة من الخشب. ربيع حداد صانع آلة العود وعازفها أخذ حب الفن وحرفة الخشب عن أهله في زحلة، نجارين حرفيين يصنعون القطع الفنية الخشبية.

تعددت الآراء حول مخترع آلة العود منهم من قال انه "لامك" من الجيل السادس بعد سيدنا آدم كما جاء في أساطير العرب. ومنهم من نسبه الى النبي نوح نفسه وهو فقد في الطوفان. وذكر آخرون أنه الملك الفارسي جمشيد وأسماه "البربط" في الفارسية ويقال انه أفضل من عود مصري استعمله المصريون قبل نحو 3500 سنة. ومن الثابت أن هذه الآلة عرفتها الممالك القديمة.

وثمة مؤرخو موسيقى عرب وفرس نسبوا اختراع العود الى اليوناني فيثاغوراس الذي اكتشف توافق الأصوات الموسيقية وقال آخرون انه أفلاطون. والعود في اليونانية "باريتوس". ظهرت آلة العود في العراق القديم مع العصر الأكادي (نهاية الألف الثالث ق.م.). وفي آشور كان كثير الشبه بنقوش ظهرت على العود مع المصريين القدامى، وكان ذا رقبة طويلة (الطنبور الأشوري) وما زالت هذه الآلة موجودة في تلك المنطقة محتفظة باسمها وشكلها.

ذكرت كتب تاريخية أن العرب في الجاهلية عرفوا آلات وترية كالمزهر (عود ذو وجه من الرق) والعود (ذو وجه خشبي). وكانت أساسا ً في التلحين والغناء. كما عرف عود قديم يسمى المعزاف أو الكران أو الموتر.

لصناعة آلة العود عدة أنواع خشب. هيكل العود قطعة ذات شكل مقعر أو مجوف من خشب صلب. وجهه مسطح من خشب طري أو خفيف ذي عروق ناعمة متساوية. استعمل خشب الجوز قديما ً لصناعة القصعة وما زال الجيل القديم يراه الأفضل. اليوم ثمة نحو 50 نوع خشب مستورد من الخارج (كندا، أميركا، البرازيل، الهند وأفريقيا) كخشب الأبانوس، الورد، السيسم، الأرز على عدة أنواع، كأنواع خشب الجوز المحلي والأجنبي. ويستعمل دائما ً الخشب الناشف أي المخمر.

وجه العود من خشب الشوح، أو خشب الأرز المستورد خصوصا ً من كندا، وخشب البيسي من أوروبا.

مع الزمن دخلت على العود تعديلات تتناسب والموسيقى الأوروبية المتعددة التصويت فازدهر في أوروبا خلال القرون الوسطى وبلغ ذروة تطوره

صلابة القصعة ضرورية لانعكاس الصوت أفضل (فلا يمتص الخشب الصوت) ونعومة الوجه مهمة لارتجاج الصوت أفضل.

يطلى العود بمواد طبيعية تحميه وتعطيه اللمعية. بدأ استعماله بوترين ثم أربعة فخمسة، وحاليا ً ستة، وبعض العازفين يضيف وترا ً سابعا ً. كانت الأوتار خيوطا ً من أمعاء الحيوانات واليوم بعضها من النايلون الكريستال، أو من حرير طبيعي ملبس بالنحاس. وأعيد استعمال أمعاء الحيوانات في ايطاليا.

الريشة ضرورية للعزف على العود، قديما ً كانت ريشة نسر واليوم من قرن الجاموس أو من البلاستيك.

أصبح للعود عزف منفرد في أمسية خاصة، فهو آلة حنون، لطيفة المسمع، مغردة ومعبرة ومحركة المشاعر والأحاسيس

تستغرق صناعة العود نحو شهر. لم تكن الآلة مزخرفة الا مؤخرا ً اذ بدأت تشهد تزيينا ً بالموزاييك وأجسام غريبة كالبلاستيك والصدف الصناعي مع أنها تؤثر سلبا ً على أداء العود ونوعية الصوت فتسبب انخفاض صوته.

تعيش آلة العود بين 50و100 سنة اذا كانت صناعتها جيدة مع العناية بها وعدم تعريضها للحرارة والرطوبة.

يصنع ربيع حداد آلة العود لكبار المحترفين كالفنان الكبير وديع الصافي.
ويرى أن للعود أنواعا ً من الأصوات: عود فريد الأطرش مختلف عن عود عبد الوهاب أو السنباطي أو القصبجي أو العراقي منير بشير أو مرسيل خليفة أو شربل روحانا. لكل عازف نوع صوت عود يستهويه.

تفوق العود على الآلات الشرقية والعربية. ومن الشرق انتقل غربا ً بعد فتح الأندلس وجزيرة صقلية وخلال الحقبة الصليبية في القرون الوسطى. مع الزمن دخلت على العود تعديلات تتناسب والموسيقى الأوروبية المتعددة التصويت فازدهر في أوروبا خلال القرون الوسطى وبلغ ذروة تطوره فاشتهر بأنواعه: الانكليزي، الهولندي، الفرنسي، الايطالي، الاسباني، البرتغالي، الألماني، واليوناني.

بدأ الأوروبيون يستعملون العود القديم ذا الأوتار الأربعة لمصاحبة الغناء والرقص ثم راج استعمال العود الكامل ذي الأوتار الخمسة فاحتل الصدارة مع آلاتهم الوترية وغيرها من الآلات الموسيقية.

من الشرق انتقل العود غربا ً بعد فتح الأندلس وجزيرة صقلية وخلال الحقبة الصليبية في القرون الوسطى

حاز ربيع حداد على براءة اختراع لمدة عشرين عاما ً من وزارة الاقتصاد (حماية الملكية الفكرية) عن عائلة العود الجديد. ومشروعه يقوم على صناعة سبعة أعواد بدل فيها قياسات صنع العود في أبعاده الثلاثة في طول الزند طول الأوتار وسماكتها ذلك للحصول على مجموعة أعواد كاملة تغطي من أغلظ صوت الى أحد صوت نحو ستة دواوين (مساحة صوتية) تغطيها آلات الفرقة السمفونية). للأولاد ثلاثة أعواد متدرجة في الحجم وللكبار أربعة أعواد تغطي أصواتها الطيف الصوتي الممتد على ستة دواوين.

شارك ربيع حداد في ملتقى العود الأول (القاهرة دار الأوبرا 2010) وعرض مجموعة عائلة العود.

ويطمح الى تطوير التأليف الموسيقي العربي لتؤديه فرقة موسيقية كبيرة عمادها الأول آلة العود في جميع قياساته كما عائلة الكمان اليوم عماد الفرقة السمفونية في أوروبا شبيهة لهذه العائلة. وثمة أعواد للتعليم وأعواد للفرق الموسيقية.

لا يشترط بصانع العود أن يكون عازفا ً بارعا ً فلم يشتهر في العزف صانع عود. لكن الأفضل أن يكون الصانع عازفا ً. حاليا ً يعلم ربيع أولاده الفن والعزف على البيانو والكمان والعود ويتعلمون صناعة العود من والدهم.

مر العود بجمود بين 1980 و 2000 ثم عاد يسترجع مكانته لأنه تطور عبر عائلته وباتت له مدارس ومناهج جديدة. أصبح للعود عزف منفرد في أمسية خاصة فهو آلة حنون لطيفة المسمع مغردة ومعبرة ومحركة المشاعر والأحاسيس.

عن الملحن سليم الحلو أن العود سلطان الآلات ومن أهم الآلات الموسيقية العربية.

ويقول الشاعر جوزف الغصين: ان تداعب ريشة أوتار عود يمتشق خصر وتستل قدود